: لحم الكركي بارد يابس لا دسم له أجوده صيد البازي، ينفع أصحاب الكد لكنه سيء الهضم، ويدفع ضرره إنضاجه بالأبازير الحارة، وهو يولد دما غليظا، ويوافق أصحاب الأمزجة الحارة، لا سيما الشباب، وأجود أكله في الشتاء، ويختار أن يتحلى بعده بالحلوى العسلية، فإنها مما يسهل خروجه، ويجب أن لا يؤكل إلا بعد يوم أو يومين. وتشد في أرجلها الحجارة، وتعلق ليرخص لحمها، وتنضج في طبخها وتستمرىء عند أكلها، وكذلك يفعل فيما لحمه كذلك غليظ عسر الاستمراء، لا سيما إناثها، ومرارته تنفع من القرع، وإذا خلطت مع دماغه بزئبق، وسعط بها الذي ينسى، فإنه يذكر ما ينساه. ومن أحب أن لا ينبت في بدنه من الشعر فليأخذ جزءا من الذراريح، ومثله مخ كركي ويدفهما جميعا ويطلي بهما أي موضع اختاره من بدنه، فإنه لا يطلع فيه شعر.
[التعبير]
: الكركي في المنام تدل رؤيته على رجل مسكين غريب، ومن رأى كأنه راكب كركيا فإنه يفتقر، ومن رأى أنه ملك كثيرا منها أو وهب له، فإنه ينال رياسة ومالا، ولحم الكركي لمن أراد المشاركة أو الزواج دليل خير، لأنها لا تفترق في طيرانها، وقيل: إن من رأى أنه أخذ كركيا صاهر قوما سيئة أخلاقهم. وقالت النصارى والروم: من رأى كركيا سافر سفرا بعيدا، وإن رآه مسافرا رجع إلى بلده. وقال ارطاميدورس: الكركي في الشتاء تدل على اللصوص، وقطاع الطريق، وهي دليل خير من أراد الأولاد، لأنها تعين آباءها عند الكبر والله أعلم.
[الكروان:]
بفتح الكاف والراء المهملة طائر يشبه البط لا ينام الليل، سمي بضده من الكرى، والأنثى كروانة وجمع كروان كروان بكسر الكاف كورشان وورشان على غير قياس قال بكر «١» بن سوادة في خالد «٢» بن صفوان:
عليم بتنزيل الكتاب ملقن ... ذكور بما أسداه أول أولا
ترى خطباء الناس يوم ارتجاله ... كأنهم الكروان عاين أجدلا
وقال طرفة في أبياته التي كانت سبب قتله «٣» :
لنا يوم وللكروان يوم ... تطير اليابسات ولا نطير
فأما يومهن فيوم سوء ... تطاردهن بالحرب الصقور
وأما يومنا فنظلّ ركبا ... وقوفا ما نحلّ ولا نسير
فكتب له عمرو بن هند وللمتلمس كتابين إلى عامله المكعبر بقتلهما، فقتل طرفة وسلم المتلمس لما قرئت عليه الصحيفة، والقصة في ذلك مشهورة، وتقدمت الإشارة إليها في القبرة. ووقع ذكر هذه الصحيفة في سنن أبي داود في آخر كتاب الزكاة، وذلك أن عيينة بن حصن الفزاري والأقرع بن