يقول أناس لو نعت لنا الهوى ... وو الله ما أدري لهم كيف أنعت
فليس لشيء منه حد أحده ... وليس لشيء منه وقت موقت
إذا اشتد ما بي كان آخر حيلتي ... له وضع كفي فوق خدي وأصمت
وأنضح وجه الأرض طور بعبرتي ... وأقرعها طورا بظفري وأنكت
وقد زعم الواشون أني سلوتها ... فما لي أراها من بعيد فأبهت
قال جالينوس: العشق من فعل النفس، وهو كامن في الدماغ والقلب والكبد، وفي الدماغ ثلاثة مساكن: التخيل في مقدمه، والفكر في وسطه، والذكر في مؤخره، فلا يكون أحد عاشقا، إلا إذا كان بحيث إذا فارق معشوقه لم يخيل من تخيله وفكره وذكره، فيمتنع من الطعام والشراب لاشتغال قلبه وكبده، ومن النوم لاشتغال الدماغ بالتخيل والفكر للمعشوق، فتكون جميع مساكن النفس قد اشتغلت به، ومتى لم يكن كذلك لم يكن عاشقا، فإذا لها العاشق خلت هذه المساكن، فرجع إلى حال الاعتدال.
وقال أبو علي الدقاق: العشق تجاوز الحد في المحبة، ولهذا لا يوصف الله تعالى بالعشق، لأنه لا يوصف بأن يجاوز الحد في محبة العبد، وإنما يوصف بالمحبة. كما قال تعالى: يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
«١» فمحبة الله تعالى للعبد هي إرادته لإنعام مخصوص عليه، كما أن رحمته إرادة الإنعام.
وقال قوم: محبة الله تعالى للعبد مدحه وثناؤه عليه، وقيل: بل محبة الله لعبده صفة من صفات فعله، فهي إحسان مخصوص يليق بالعبد، وأما محبة العبد لله تعالى فحالة يجدها في قلبه يحصل منها التعظيم له، وايثاره رضاه، وقلة الصبر عنه والاحتياج إليه والاستئناس بذكره.
وقد اختلف في اشتقاق المحبة والعشق، فقال بعضهم: الحب اسم لصفاء المودة، لأن العرب تقول لصفاء بياض الأسنان ونضارتها حبب، وقيل: هو مشتق من حباب الماء بفتح الحاء، وهو معظمه، لأن المحبة معظم ما في القلوب من المهمات، وقيل: اشتقاقه من اللزوم والثبات، يقال: أحب البعير إذا برك فلم يقم، فكأن المحب لا ينزع قلبه عن ذكر محبوبه. وأما العشق فاشتقاقه من العشقة، وهو نبات يلتف بأصول الشجر التي يقاربها في منبتها، فلا تكاد تتخلص منه إلا بالموت، وقيل: إن العشقة نبات أصفر متغير الأوراق فسمي العاشق به لاصفراره وتغير حاله. وقيل: أعم حالات الحب وأشهرها وأعظم صفات الهوى وأظهرها ثلاثة أوصاف، ملازمة لا يستطيعون دفعها، وهي النحول والسقم والذبول، والله أعلم.
وهدا الطائر يعمر كثيرا، وقد ظهر منه ما عاش خمسا وعشرين سنة، وما عاش أربعين سنة، كما حكاه أبو حيان التوحيدي وأرسطو قبله.
[الحكم]
: يحل أكلها وبيعها بالاتفاق.
[الأمثال]
: قالوا «٢» : «أكذب من فاختة» . وقالوا «٣» : «فلان الفاختة عنده أبو ذر» .
[الخواص]
: دمها ودم الحمام الأسود، إذا طلي بهما البرص غير لونه. وزبلها، إذا علق على