للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جبريل عليه السلام من البحر، وهم أولهم بالخروج، أمر الله عزّ وجلّ، البحر أن يأخذهم فالتطم عليهم فأغرقهم أجمعين. وكان بين طرفي البحر أربعة فراسخ. وذلك بمرأى من بني إسرائيل.

وذلك قوله تعالى: وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ*

أي إلى مصارعهم. وقيل: إلى هلاكهم. والبحر هو القلزم طرف من بحر فارس انتهى. وقال قتادة: هو بحر وراء مصر، يقال له أساف.

ولا خلاف أن فرعون مات كافرا، ولا التفات إلى قول من قال خلاف ذلك، ولا تعريج عليه. والنزاع في أنه مات مسلما مكابرة وخرق للإجماع، والله أعلم. وذكر «١» ابن خلكان أن عبد الملك بن مروان، لما عزم على الخروج لمحاربة مصعب بن الزبير ناشدته زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية، أن لا يخرج بنفسه، وأن يستنيب غيره، وألحت عليه في المسألة، فلما لم يسمع منها بكت وبكى من حولها من حشمها. فقال عبد الملك: قاتل الله كثيرا كأنه رأى موقفنا هذا حين قال:

إذا ما أراد الغزو لم يثن همّه ... حصان عليها نظم دريزينها «٢»

نهته فلما لم تر النهي عاقه ... بكت فبكى مما شجاها قطينها

ثم عزم عليها أن تقصر، وخرج. ويضاهي هذه الحكاية في طرفة اتفاقها وملحة مساقها ما حكي أن المأمون حين بنى على بوران بنت الحسن بن سهل، فرش له حصير منسوج بالذهب، ثم نثر على قدميه لآلىء كثيرة، فلما رأى المأمون تساقط اللآلىء المختلفة، على الحصير المنسوج بالذهب، قال: قاتل الله أبا نواس كأنه شاهد هذه الحال حين شبه حباب كأسه بقول «٣» :

كأن كبرى وصغرى من فواقعها ... حصباء در على أرض من الذهب

وقد عيب ذلك على أبي نواس وقد اعتذر عنه بأنه جعل من في البيت زائدة على ما أجازه أبو الحسن الأخفش من زيادتها في الكلام الموجب، وأول عليه قوله «٤» تعالى: مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ

وقيل: تقديره فيها برد والله أعلم.

[الحصور:]

الناقة الضيقة الإحليل والحصور من الرجال الذي لا يقرب النساء.

[فائدة أجنبية:]

ذكرها الصاغاني في العباب قال: سألني والدي تغمده الله تعالى برحمته، وأسكنه بحبوحة جنته بعزته، قبل سنة تسعين وخمسمائة وأنا إذ ذاك أسحب مطارف الشباب، في رغد العيش اللباب، وهو يفيدني غرر الفوائد ويزقني درر الفرائد. وكان رحمه الله ريان من الفضائل، ظعانا عن الرذائل، عن معنى قولهم: قد أثر حصير الحصير في حصير الحصير، فلم أدر ما أقول فقال: الحصير الأول البارية، والثاني السجن، والثالث الجنب، والرابع الملك. انتهى.

[حضاجر:]

اسم للذكر والأنثى من الضباع سميت بذلك لسعة بطنها وعظمه وهو معرفة.

قال الحطيئة:

<<  <  ج: ص:  >  >>