الحوافر. وقيل: إذا قاربت الأنثى أن تضع يخرج الولد رأسه منها، فيرعى أطراف الشجر ثم يرجع. وقد أنكر الجاحظ هذا. وليس في الحيوان ذو قرن مشقوق الطرف غيره، وهو يجتر كالبقر والغنم والإبل، ويأكل الحشيش، لكنه شديد العداوة للإنسان إذا شم رائحته، أو سمع صوته طلبه، فإذا أدركه قتله. ولا يأكل منه شيئا، ويقال للأنثى كركندة قاله الزمخشري.
[وأما حكمه]
فلم أر أحدا تعرض له مع التتبع الشديد، والسؤال العديد، والظاهر حله، لأكله الشجر ولكونه يجتر، ولا يمنع من ذلك كونه يعادي الإنسان، فالضبع يعاديه ويؤكل، فإن ثبت أنه متولد من الفرس والفيل حرم، وهو بعيد.
[الخواص]
: على رأس قرنه شعبة مخالفة لانحناء القرن، وهي لها خواص عجيبة، وعلامة صحتها أن يرى منها شكل فارس، ولا توجد تلك الشعبة إلا عند ملوك الهند. ومن خواصها حل كل عقد، فلو أخذها صاحب القولنج بيده شفي في الحال. والمرأة التي ضربها الطلق، إن أمسكتها بيدها تلد في الحال، وإن سحق منها شيء يسير وسقي المصروع أفاق، وحاملها يأمن من عين السوء، ولا يكبو به الفرس، وإذا تركت في الماء الحار عاد باردا، وعينه اليمنى تعلق على الإنسان تزول عنه الآلام كلها، ولا يقربه الجن ولا الحيات، واليسرى تنفع من النافض والحمى، ويتخذ من جلده التجافيف فلا تعمل فيها السيوف.
[خاتمة]
: قال أبو عمر بن عبد البر في كتاب الأمم: أشرف حلى أهل الصين من قرن الكركند فإن قرونها متى قطعت ظهر منها صور عجيبة مختلفة، فيتخذون منها مناطق تبلغ قيمة المنطقة منها أربعة آلاف مثقال ذهبا، والذهب عندهم هين عليهم، حتى يتخذوا منه لجم دوابهم وسلاسل كلابهم. قال: وأهل الصين بيض إلى الصفرة، فطس الأنوف، يبيحون الزنا ولا ينكرون شيئا منه، ويورثون الأنثى أكثر من الذكر، ولهم عيد عند نزول الشمس الحمل، يأكلون فيه ويشربون سبعة أيام. واقليمهم واسع فيه نحو ثلاثمائة مدينة، وفيه عجائب كثيرة. قال: والأصل في ذلك أن عامور بن يافث بن نوح عليه السلام نزلها، وابتنى بها المدائن هو وأولاده، وعملوا فيها العجائب، وكانت مدة ملك عامور ثلاثمائة سنة، ثم ملك بعده ابنه صاين بن عامور مائتي سنة، وبه سميت الصين، فجعل حينئذ تمثالا من ذهب على صورة أبيه على سرير من ذهب، وعكف هو وقومه على عبادته، وفعلوا بجميع ملوكهم ذلك، وهم على دين الصابئين. قال: ووراء الصين أمم عراة منهم أمة يلتحفون بشعورهم، وأمم لا شعر لهم، وأمم حمر الوجوه شقر الشعور، وأمم إذا طلعت الشمس هربوا إلى مغارات يأوون إليها إلى أن تغرب الشمس، وأكثر ما يأكلون نبات يشبه الكمأة وسمك البحر، ثم ذكر بعد هؤلاء يأجوج ومأجوج. قال: وأجمعوا على أنهم من ولد يافث بن نوح. ثم ختم الكتاب بأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن يأجوج ومأجوج، هل بلغتهم دعوتك؟ فقال صلى الله عليه وسلم:
«مررت بهم ليلة أسري بي فدعوتهم فلم يجيبوا» .
[وأما تعبير رؤيته في المنام]
: فإنه ملك عظيم جائر، وقيل: إن رؤيته تدل على الحرب والمخادعة مع حقارته وعجمته ودناءة أصله، وربما كان مسلطا بماله وولده.
[الكركي:]
طائر كبير معروف، والجمع الكراكي، وكنيته أبو عريان وأبو عينا وأبو العيزار