إليه فقال: سرق لي بساط من سطح منزلي، فقال ابن سيرين: المؤذن أخذه، فكان كذلك. وقال آخر لابن سيرين: رأيت كأني أخنق ديكا، فقال ابن سيرين؟ هذا رجل ينكح يده. وقال له آخر:
رأيت كأن ديكا يصيح بباب بيت إنسان وينشد:
قد كان من رب هذا البيت ما كانا ... هيوا لصاحبه يا قوم أكفانا
فقال يموت صاحب الدار بعد أربعة وثلاثين يوما، فكان كذلك. وهي عدد حروف الديك بالجمل، وجاءه آخر فقال: رأيت كأن ديكا يقول: الله الله الله فقال له: بقي من أجلك ثلاثة أيام فكان كذلك.
[ديك الجن:]
دويبة توجد في البساتين، إذا ألقيت في خمر عتيق حتى تموت، وتترك في محارة، وتسد رأسها وتدفن في وسط الدار، فإنه لا يرى فيها شيء من الأرضة أصلا قاله القزويني. وديك الجن لقب لأبي محمد بن عبد السلام الحمصي الشاعر المشهور من شعراء الدولة العباسية، كان يتشيع تشيعا حسنا وله مراث في الحسين رضي الله عنه، وكان ماجنا خليعا عاكفا على القصف واللهو متلافا لما ورثه. مولده سنة إحدى وستين ومائة وعاش بضعا وسبعين سنة، وتوفي في أيام المتوكل سنة خمس أو ست وثلاثين ومائتين. ولما اجتاز أبو نواس بحمص، قاصدا مصر لامتداح الخصيب، جاءه إلى بيته فاختفى منه، فقال لامته: قولي له: اخرج فقد فتنت أهل العراق بقولك «١» :
موردة من كف ظبي كأنما ... تناولها من خده فأدارها
فلما سمع ذلك ديك الجن خرج إليه واجتمع به وأضافه. وفي تاريخ «٢» ابن خلكان أن دعبلا الخزاعي «٣» ، لما اجتاز يحمص سمع ديك الجن بوصوله فاختفى منه، خوفا أن يظهر لدعبل، لأنه كان قاصرا بالنسبة إليه، فقصده في داره، فطرق الباب واستأذن عليه، فقالت الجارية: ليس هو هنا، فعرف قصده، فقال لها: قولي له: اخرج فأنت أشعر الإنس والجن بقولك:
فقام تكاد الكأس تحرق كفه ... من الشمس أو من وجنتيه استعارها
موردة من كف ظبي كأنما ... تناولها من خده فأدارها
فلما بلغ ذلك ديك الجن خرج إليه وأضافه.
[الديلم:]
ذكر الدراج وحكمه وخواصه وأمثاله وتعبيره كالدراج.
[ابن دأية:]
الغراب الأبقع سمي بذلك لأنه إذا رأى دبرة في ظهر بعير، أو قرحة في عنقه نزل عليه ونقرها إلى الديات.
[فائدة:]
الدّيات بتشديد الدال وبالياء المثناة تحت والتاء المثناة فوق في آخره هي عظام الرقبة،