ما يتراءى للناس بالنهار، والغول ما يتراءى للناس بالليل. وقال القزويني: السعلاة نوع من المتشيطنة مغايرة للغول. قال «١» عبيد بن أيوب:
وساحرة عيني لو أنّ عينها ... رأت ما ألاقيه من الهول جنّت
أبيت وسعلاة وغول بقفرة ... إذا الليل وارى، الجنّ فيه أرنّت
قال: وأكثر ما توجد السعلاة في الغياض وهي إذا ظفرت بإنسان ترقصه وتلعب به كما يلعب القط بالفأر. قال: وربما اصطادها الذئب بالليل فأكلها، وإذا افترسها ترفع صوتها وتقول: أدركوني فإن الذئب قد أكلني، وربما تقول: من يخلصني ومعي ألف دينار يأخذها! والقوم يعرفون أنه كلام السعلاة فلا يخلصها أحد فيأكلها الذئب.
السّفنج:
بضم السين واسكان الفاء وضم النون وبالجيم في آخره، قال أبو عمر: وهو الظليم الخفيف وهو ملحق بالخماسي بتشديد الحرف الثالث منه، كذا قاله الجوهري، والسفنج أيضا طائر كثير الاستنان قاله في العباب.
[السقب:]
ولد الناقة أو ساعة يولد والجمع أسقب وسقوب وسقبان والأنثى سقبة وأمها مسقب ومسقاب.
[الأمثال]
: قالوا: «أذل من السقبان بين الحلائب»«٢» ، أرادوا بالحلائب جمع حلوبة وهي التي تحلب.
[السقر:]
قال القزويني: إنه من الجوارح في حجم الشاهين، إلا أن رجليه غليظتان جدا ولا يعيش إلا في البلاد الباردة، ويوجد في بلاد الترك كثيرا، وهو إذا أرسل على الطير أشرف عليها، ويطير حولها على شكل دائرة، فإذا رجع إلى المكان الذي ابتدأ منه تبقى الطيور كلها في وسط الدائرة، لا يخرج منها واحد ولو كانت ألفا وهو يقف عليها وينزل يسيرا يسيرا وتنزل الطيور بنزوله حتى تلتصق بالتراب فيأخذها البزادرة فلا يفلت منها شيء أصلا.
[السقنقور:]
نوعان: هندي ومصري، ومنه ما يتولد في بحر القلزم، وهو البحر الذي غرق فيه فرعون وهو عند عقبة الحاج. ويتولد أيضا ببلاد الحبشة وهو يغتذي بالسمك في الماء وبالقطا في البر يسترطه كالحيات، أنثاه تبيض عشرين بيضة تدفنها في الرمل فيكون ذلك حضنا لها وللأنثى فرجان، وللذكر ذكران كالضب. قاله التميمي. وقال ارسطو: السقنقور حيوان بحري وربما تولد في البحر في مواضع الصواعق. ومن عجيب أمره أنه إذا عض إنسانا وسبقه الإنسان إلى الماء، واغتسل منه مات السقنقور، وإن سبق السقنقور إلى الماء مات الإنسان. وبينه وبين الحية عداوة حتى إذا ظفر أحدهما بصاحبه قتله. والفرق بينه وبين الورل من وجوه منها أن الورل برّي