مع الخيل، وفيه يقول «١» يزيد لما سبق بأتان ركبها فارسا:
من مبلغ القرد الذي سبقت به ... جواد أمير المؤمنين أتان
تعلق أبا قش بها إن ركبتها ... فليس عليها إن هلكت ضمان
روى ابن عدي، في كامله، عن أحمد بن طاهر بن حرملة بن أخي حرملة بن يحيى، أنه قال:
رأيت بالرملة قردا يصوغ، فإذا أراد أن ينفخ، أشار إلى رجل حتى ينفخ له. وفيه، في ترجمة محمد بن يوسف بن المنكدر عن جابر رضي الله تعالى عنه، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم «كان إذا رأى القرد خر ساجدا» .
وهو في المستدرك، قبيل كتاب الجمعة. ذكره شاهدا، وفيه في ترجمة ضمام بن اسماعيل، أنه روى عن أبي قنبل، أن معاوية صعد المنبر يوم جمعة، فقال في خطبته: أيها الناس إن المال مالنا، والفيء فيؤنا، من شئنا أعطينا، ومن شئنا منعنا، فلم يجبه أحد. فلما كان في الجمعة الثانية، قال كذلك فلم يجبه أحد. فلما كانت الجمعة الثالثة قال كذلك، فقام إليه رجل فقال: كلا يا معاوية، ألا إن المال مالنا، والفيء فيؤنا، من حال بيننا وبينه حاكمناه إلى الله تعالى بأسيافنا. فنزل معاوية، وأرسل إلى الرجل، فأدخل عليه، فقال القوم: هلك الرجل، ثم فتح معاوية الأبواب، فدخل عليه الناس، فوجدوا الرجل معه على السرير! فقال معاوية: أيها الناس إن هذا الرجل أحياني أحياه الله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«ستكون أئمة من بعدي يقولون فلا يرد عليهم، يتقاحمون في النار كما تتقاحم القردة» ، وإني تكلمت أول جمعة فلم يرد علي أحد شيئا، فخشيت أن أكون منهم، ثم تكلمت في الجمعة الثانية فلم يرد علي أحد شيئا، فقلت في نفسي أنت من القوم، فتكلمت في الجمعة الثالثة، فقام إلي هذا الرجل، فرد علي فأحياني، أحياه الله، فرجوت أن يخرجني الله منهم. ثم أعطاه وأجازه. ورواه ابن سبع، في شفاء الصدور كذلك، ورواه الطبراني في معجمه الكبير والأوسط ورواه الحافظ أبو يعلى الموصلي ورجاله ثقات.
وذكر القزويني في عجائب المخلوقات، أن من تصبح بوجه قرد، عشرة أيام، أتاه السرور ولا يكاد يحزن، واتسع رزقه وأحبته النساء حبا شديدا، وأعجبن به. وفيما قاله نظر ظاهر.
[فائدة أخرى]
: روى الإمام أحمد، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال «٢» : «إن رجلا حمل معه خمرا في سفينة ليبيعه، ومعه قرد قال: فكان الرجل إذا باع الخمر، شابه بالماء ثم باعه، قال: فأخذ القرد الكيس، فصعد به فوق الدقل، فجعل يطرح دينارا في البحر ودينارا في السفينة حتى قسمه» .
ورواه البيهقي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أيضا بمعناه. ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «٣» :
«لا تشربوا اللبن بالماء، فإن رجلا كان فيمن قبلكم يبيع اللبن ويشوبه بالماء، فاشترى قردا وركب البحر حتى إذا لجج فيه ألهم الله القرد صرة الدنانير، فأخذ وصعد الدقل ففتح الصرة، وصاحبها