للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصلت به بني إسرائيل فتناسلا وكثر نسلهما. فلما توفي موسى عليه الصلاة والسلام، انتقلت فوقعت بنجد والحجاز، فلم تزل تأكل الوحوش، وتخطف الصبيان إلى أن نبىء خالد بن سنان العبسي من بني عبس، قبل النبي صلى الله عليه وسلم، فشكوا إليه ما يلقون منها فدعا الله عليها، فانقطع نسلها وانقرضت، فلا توجد اليوم في الدنيا.

وفي كتاب البدء، لابن أبي خيثمة، ذكر خالد بن سنان العبسي، وذكر نبوته، وذكر أنه كان وكل به من الملائكة، مالك خازن النار وأنه كان من أعلام نبوته، أن نارا يقال لها نار الحدثان، كانت تخرج على الناس من مفازة، فتأكل الناس والدواب، ولا يستطيعون ردها، فردها خالد بن سنان، فلم تخرج بعد ذلك. وذكر شراح الفصوص لابن عربي له قصة غريبة بعد موته، وستأتي إن شاء الله تعالى الإشارة إلى شيء من ذلك في لفظ العير.

وروى الدارقطني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كان نبيا ضيعه قومه» . يعني خالد بن سنان.

وذكر غيره من العلماء أن ابنته أتت النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه، وقال: «أهلا ببنت خير نبي» أو نحو ذلك وذكر الكواشي والزمخشري وغيرهما أنه كان بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم أربعة أنبياء: ثلاثة من بني إسرائيل، وواحد من العرب وهو خالد بن سنان العبسي. وذكر البغوي أنه لا نبي بينهما، والله أعلم. وكان القاضي الفاضل ينشد «١» كثيرا:

وإذا السعادة لاحظتك عيونها ... نم فالمخاوف كلهن أمان

واصطد بها العنقاء فهي حبالة ... واقتد بها الجوزاء فهي عنان

وتقدم في العقاب أنه مراد أبي العلاء المعري بقوله «٢» :

هي العنقاء تكبر أن تصادا ... فعاند من تطيق له عنادا

[الأمثال]

: يقال: «حلقت به عنقاء مغرب» «٣» . يضرب لمن يئس منه. قال الشاعر:

الجود والغول والعنقاء ثالثة ... أسماء أشياء فلم توجد ولم تكن

وسيأتي، إن شاء الله تعالى، ذكر هذا البيت في الغول أيضا.

[التعبير]

: العنقاء في المنام رجل رفيع مبتدع لا يصحب أحدا، ومن رأى العنقاء كلمته نال رزقا من قبل الخليفة، وربما يصير وزيرا، ومن ركب العنقاء غلب شخصا لا يكون له نظير، ومن صادها فإنه يتزوج بامرأة جميلة وربما تعبر العنقاء بولد ذكر شجاع لمن أخذها وله امرأة حامل والله أعلم.

[العنكبوت:]

دويبة تنسج في الهواء، وجمعها عناكب، والذكر عنكب وكنيته أبو خيثمة وأبو

<<  <  ج: ص:  >  >>