قال في المرصع: إنه نوع من طير الماء، ويجمع على بنات ماء، فإذا عرفته قلت:
ابن الماء بخلاف ابن عرس وابن آوى، لأنه لا يقع على أنواع من طير الماء، ويطلق على كل ما يألف الماء من أجناس الطير، وذلك يدل كل واحد منها على جنس مخصوص والله أعلم.
[باب النون]
[الناب:]
المسنة من النوق، والجمع النيب. وفي المثل:«لا أفعل ذلك ما حنت النيب» سميت بذلك لطول نابها، ولا يقال للجمل: ناب، وناب القوم سيدهم، قاله الجوهري.
[الناس:]
جمع إنسان. قال الجوهري: والناس قد يكون من الإنس والجن، وقال كثير من المفسرين، في قوله «١» تعالى: لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ
معناه أعجب من خلق المسيح الدجال، ولم يذكر المسيح الدجال في القرآن، إلا في هذه الآية على هذا القول.
وقيل: ذكر في قوله تعال يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ
«٢» ، والمشهور أنه طلوع الشمس من مغربها.
[فرع]
: حلف لا يكلم الناس، حنث إذا كلم واحدا، كما لو قال: لا آكل الخبز، فإنه يحنث بما أكل منه، ولو حلف لا يكلم ناسا حمل على ثلاثة كذا صرح به الشيخان، وفاقا لابن الصباغ وغيره. وقال الماوردي والروياني: إذا حلف على معدود في نفي أو إثبات كالنساء والمساكين، فإن كانت يمينه على الإثبات كقوله: لأكلمن الناس، ولأتصدقن على المساكين لم يبر إلا بثلاثة، اعتبارا بأقل الجمع. وإن كانت يمينه على النفي كقوله: لا أكلم الناس حنث بالواحد، اعتبارا بأقل العدد، وهو واحد، والرق أن نفي الجمع ممكن وإثبات الجمع متعذر، فاعتبر أقل الجمع في الإثبات وأقل العدد في النفي والله تعالى أعلم.
[الناضح:]
البعير الذي يستقى عليه، سمي بذلك لأنه ينضح الماء، أي يصبه، والأنثى ناضحة وسانية والجمع نواضح. روى «٣» مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أو عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه شك الأعمش قال: لما كان يوم غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة فقالوا: يا رسول الله لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم:«افعلوا» . فقال عمر رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله إن فعلت قل الظهر، ولكن ادعهم بفضل أزوادهم، ثم ادع لهم عليها بالبركة، لعل الله أن يجعل في ذلك غنى. فقال صلى الله عليه وسلم:«نعم» . فدعا صلى الله عليه وسلم بنطع فبسطه، ثم دعا بفضل أزوادهم فجعل الرجل يجيء بكف ذرة، ويجيء الآخر بكف تمر، ويجيء الآخر بكسرة، حتى اجتمع شيء يسير. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة، ثم قال:«خذوا في أوعيتكم» .
فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه وأكلوا حتى شبعوا. وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني محمد رسول الله لا يلقى الله بها عبد غير شاك فيحجب عن الجنة» .
وروى الحافظ أبو نعيم من طريق غيلان بن سلمة الثقفي قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فرأينا منه عجبا، جاء رجل فقال: يا رسول الله إنه كان لي حائط فيه عيشي