فواسق يقتلن في الحل والحرم» . وفي رواية «ليس على المحرم في قتلهن جناح الحدأة والغراب الأبقع والعقرب والفأرة والكلب والعقور» . نبه صلى الله عليه وسلم بذكر هذه الخمسة على جواز قتل كل مضر فيجوز له أن يقتل الفهد والنمر والذئب والصقر والشاهين والباشق والزنبور والبرغوث والبق والبعوض والوزغ والذباب والنمل إذا آذاه. قال الرافعي: وفي معنى هذه الخمسة: الفحية والذئب والأسد والنمر والنسر والعقاب، فهذه الأنواع يستحب قتلها للمحرم وغيره. وقال في باب الأطعمة ما يخالف ذلك وهو أن قتلها على سبيل الوجوب وسيأتي بيان هذا إن شاء الله تعالى، في باب الصاد في الكلام على الصيد.
[الأمثال:]
قالوا «١» : «حدأة حدأة وراءك بندقة» قال أبو عبيدة: يراد بذلك هذه الحدأة التي تطير، والبندقة ما يرمي به يضرب للتحذير.
[الخواص:]
مرارتها تجفف في الظل وتنقع في إناء زجاج، فمن لسعه شيء من الهوام، قطر منه في الموضع الذي لسع فيه، واكتحل مخالفا إن لسع في الجانب الأيمن، اكتحل في العين اليسرى، وإن لسع في الجانب الأيسر اكتحل في العين اليمنى ثلاثة أميال، فإنه ينجيه. وإن سحقت وطرحت في سلة الحاوي، ماتت الحيات كلها. ودمها إذا خلط بقليل مسك وماء ورد شرب على الريق نفع من ضيق النفس. وإن علقت وهي حية في بيت لم يدخله حية ولا عقرب.
[التعبير:]
الحدأة تدل رؤيتها على الحرب والقتال، لما قيل «حدأة حدأة وراءك بندقة» قال بعض أهل اللغة: إن حدأة وبندقة كانتا قبيلتين من سعد العشيرة، فأغارت حدأة وتغلبت، وكانت تنزل بالكوفة على بندقة، وكانت تنزل باليمن، فنالت منهم، ثم كسرت بندقة حدأة وتغلبت عليهم. وقيل: هي الطائر المعروف، وبندقة الرامي كما تقدم. وربما دلت على الرجل المتجرم أو المرأة الزانية. وجماعة الحدأ تدل على قطاع الطريق، وربما دلت رؤيتها على من يحل قتاله لكفره وشركه، فإن قتلهم مباح في الحل والحرم، وكذلك الحدأة قاله ابن الدقاق. وقال غيره: الحدأة في المنام ملك خامل الذكر ظالم، وذلك لقوة سلاحه وقربه من الأرض. ومن أصاب حدأة ولد له غلام وينال قبل البلوغ ملكا، فإن طارت منه مات الولد. وقال أراطيمدورس:
الحدأة في المنام تدل على اللصوص والخطافين وتدل على النساء والله أعلم.
[الحذف:]
بفتح الحاء والذال المعجمة غنم سود صغار من غنم الحجاز، الواحد حذفة وفي حديث الصلاة «لا يتخللكم الشياطين كأنها حذف» . وفي رواية «٢» كأولاد الحذف قيل: «يا رسول الله وما أولاد الحذف؟ قال: ضأن سود جرد صغار تكون باليمن» .
[الحر:]
الفرس العتيق وفرخ الحمامة وقيل الذكر منها وولد الظبية وولد الحية والصقر البازي وقال ابن سيده: الحر طائر صغير أنمر أصقع قصير الذنب عظيم المنكبين والرأس. وقيل إنه يضرب إلى الخضرة وهو يصيد.