المرأة وقلت لها: إن لم تقولي لي ما قلتما فضحتك! فقالت: أراد قول «١» علي بن الجهم:
عيون المها بين الرّصافة والجسر ... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
وأردت أنا قول أبي العلاء المعري:
فيا دارها بالحزن إن مزارها ... قريب ولكن دون ذلك أهوال
فتركتها وانصرفت.
وقد تقدم حكمها وأمثالها في باب الباء الموحدة في الكلام على البقر الوحشي.
[الخواص]
: مخها يطعم لصاحب القولنج ينفعه نفعا بينا، ومن استصحب معه شعبة من قرن المهاة نفرت منه السباع، وإذا بخر بقرنه أو جلده في بيت نفرت منه الحيات، ورماد قرنه يذر على السن المتأكلة يسكن وجعها، وشعره إذا بخر به البيت هرب منه الفأر والخنافس، وإذا أحرق قرنه وجعل في طعام صاحب الحمى الربع، فإنها تزول عنه بإذن الله تعالى، وإذا شرب في شيء من الأشربة زاد في الباه، وقوى العصب، وزاد في الإنعاظ، وإذا نفخ في أنف الراعف قطع دمه، وإذا أحرق قرناه حتى يصيرا رمادا وديفا بخل، وطلي به موضع البرص مستقبل الشمس، فإنه يزول بإذن الله تعالى، وإذا استف منه مقدار مثقال، فإنه لا يخاصم أحدا إلا غلبه.
[التعبير]
: المهاة في الرؤيا رجل رئيس كثير العبادة، معتزل عن الناس، ومن رأى عين المهاة، نال رياسة أو امرأة سمينة جميلة قصيرة العمر، ومن رأى رأسه تحول كرأس مهاة نال رياسة وغنيمة وولاية على ناس غرماء، ومن رأى كأنه مهاة فإنه يعتزل الجماعة، ويدخل في بدعة والله الموفق.
[المهر:]
ولد الفرس والجمع أمهار ومهار ومهارة، والأنثى مهرة بالضم والجمع مهر ومهرات. قال الربيع بن زياد العبسي:
ومجنبات ما يذقن عذوفا ... يقذفن بالمهرات والأمهار
وقد أحسن مهيار الديلمي في وصف المهرة حيث قال:
قال لي العاذل: تسلو قلت: مه ... إنّ أسباب هواها محكمه
مهرة تسمع في السرج لها ... تحت من يعلو عليها حمحمه
وقيل لبعض الحكماء: أي المال أشرف؟ قال: فرس يتبعها فرس في بطنها فرس.
وقال الجوهري: في الحديث «٢» : «خير المال مهرة مأمورة، وسكة مأبورة» ، أي كثيرة النتاج والنسل. والسكة الطريقة المصطفة من النخل، والمأبورة الملقحة، ومعنى الكلام خير المال نتاج أو زرع، وملخص هذا أن الجوهري رحمه الله جعله في موضع حديثا، وفي موضع من كلام الناس.
كذا قاله الإمام الحافظ شرف الدين الدمياطي، في كتاب الخيل، في آخر الباب الأول. قلت: