«١» والبيضة الواحدة لمن رآها بيده، فإن كانت زوجته حاملا فإنها تضع له بنتا وإن كان أعزب تزوّج ومن رأى البيض يجرف من مكان إلى مكان، كما تجرف الزبالة، فإنه سبي نساء ذلك المكان. ومن رأى بيضا نيئا وهو يأكله، فإنه يأكل مالا حراما وللطبوخ رزق حلال بتعب. وإذا رأت الحامل كأنها أعطيت بيضة مقشرة فإنها تلد بنتا وفراريج الدجاج أولاد زنا. ومن قشر بيضة فأكل بياضها، ورمى صفارها، فإنه نباش للقبور، ويأخذ أكفان الموتى. لما روى عن ابن سيرين أنه أتاه رجل، فقال: إني رأيت كأني أقشر بيضة وأرمي صفارها وآكل بياضها. فقال ابن سيرين: هذا رجل نباش للقبور. فقيل له: من أين أخذت هذا؟ فقال: البيضة القبر، والصفار الجسد، والبياض الكفن. فيلقى الميت ويأكل ثمن الكفن، وهو البياض. وحكي أن امرأة أتت إلى ابن سيرين فقالت: رأيت كأني أضع البيض تحت الخشب، فتخرج فراريج. فقال ابن سيرين: ويلك اتقي الله، فإنك امرأة توفقين بين الرجال والنساء فيما لا يحبه الله عز وجل فقال له جلساؤه: قذفت المرأة يا محمد، من أين أخذت ذلك؟ فقال: من قوله تعالى في النساء يشبهن بالبيض كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ
وقال جل وعلا، يشبه المنافقين بالخشب: كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ
«٢» فالبيض هو النساء، والخشب هم المفسدون والفراريج هم أولاد الزنا والله أعلم.
[الدجاجة الحبشية:]
هي نوع مما تقدم. قال الشافعي: يحرم على المحرم الدجاجة الحبشية لأنها وحشية تمتنع بالطيران، وإن كانت ربما ألفت البيوت. قال القاضي حسين: الدجاجة الحبشية شبيهة بالدراج. قال: وتسمى بالعراق الدجاجة السندية، فإن أتلفها لزمه الجزاء. وقال مالك: لا جزاء في دجاج الحبش على المحرم لاستئناسه، وكذلك كل ما تأنس من الوحشي عند الشافعي فيه الجزاء، خلافا لمالك. والدجاج الحبشي هو الدجاج البري، وهو في الشكل واللون قريب من الدجاج يسكن في الغالب سواحل البحر، وهو كثير ببلاد المغرب، يأوي مواضع الطرفاء ويبيض فيها. قال الجاحظ: ويخرج فراخه وكذلك فراخ الطاووس والبط السندي كيسة كاسية تلتقط الحب من ساعتها كفراخ الدجاج الأهلي ويقال له الغرغر، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى في باب الغين المعجمة.
[الدج:]
طائر صغير في حد اليمام من طير الماء سمين طيب اللحم وهو كثير بالاسكندرية وما يشابهها من بلاد السواحل قاله ابن سيده.
[الدحرج:]
بضم الدال المهملة دويبة قاله ابن سيده.
[الدخاس:]
كنحاس دويبة تغيب في التراب والجمع الدخاخيس.
[الدخس:]
بضم الدال المهملة وتشديد الخاء المعجمة ضرب من السمك وهو الدلفين. قاله ابن سيده أيضا وقال الجوهري: الدخس مثال الصرد دويبة في البحر تنجي الغريق تمكنه من ظهرها ليستعين على السباحة وتسمى الدلفين وسيأتي قريبا إن شاء الله تعالى في هذا الباب.