: قال الزمخشري، في تفسير سورة الأنفال: وفي الحديث «أن الشيطان لا يقرب صاحب فرس عتيق، ولا دار فيها فرس عتيق» . وروى الحافظ شرف الدين الدمياطي، في كتاب الخيل، حديثا عزاه إلى ابن منده في كتاب الصحابة وإلى ابن سعد في الطبقات، وإلى ابن قانع في معجم الصحابة، من حديث عبد الله بن عريب المليكي، عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إن الشيطان لا يخبل أحدا في دار فيها فرس عتيق» انتهى. وكذلك رواه الحارث بن أبي أسامة، عن المليكي، عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه الطبراني في معجمه، وابن عدي في كامله، في ترجمة سعيد بن سنان، ثم ضعفه.
وروى القاضي أبو القاسم علي بن محمد النخعي، في كتاب الخيل، وهو كتاب لطيف نسخته موقوفة بالفاضلية، قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان، قال: حدثنا الحسن بن عطية، عن طلحة بن زيد عن الوضين بن عطاء عن سليمان بن يسار، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال في هذه الآية «١» وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ
قال: هم الجن لا يدخلون دارا فيها فرس عتيق. وقال مجاهد، في تفسير هذه الآية: هم بنو قريظة. وقال السدي: هم أهل فارس.
وقال الحسن: هم المنافقون. وقيل: هم كفار الجن، كما تقدم. قال ابن عبد البر، في التمهيد:
الفرس العتيق هو الفاره عندنا. وقال صاحب العين: هو السابق.
وفي المستدرك، من حديث معاوية بن حديج، بالحاء المهملة المضمومة، والدال المهملة المفتوحة، وبالجيم في آخره، وهو الذي أحرق محمد بن أبي بكر بمصر رضي الله تعالى عنهما، عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «٢» : «ما من فرس عربي إلا يؤذن له كل يوم بدعوتين: يقول اللهم كما خولتني من خولتني فاجعلني من أحب ماله إليه» . ثم قال: صحيح الإسناد.
ولهذا الحديث قصة، ذكرها النسائي، في كتاب الخيل من سننه، فقال: قال أبو عبيدة:
قال معاوية بن حديج: لما افتتحت مصر، كان لكل قوم مراغة يمرغون فيها دوابهم، فمر معاوية بأبي ذر رضي الله تعالى عنهما، وهو يمرغ فرسا له، فسلم عليه ثم قال: يا أبا ذر ما هذا الفرس؟
فقال: هذا فرس لا أراه إلا مستجاب الدعاء، قال: وهل تدعو الخيل وتجاب؟ قال: نعم، ليس من ليلة إلا والفرس يدعو فيها ربه، فيقول: رب إنك سخرتني لابن آدم وجعلت رزقي في يده، اللهم فاجعلني أحب إليه من أهله وولده. فمنها المستجاب، ومنها غير المستجاب، ولا أرى فرسي هذا إلا مستجابا. وروى الحاكم عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه مرفوعا، قال: إذا أردت أن تغزو، فاشتر فرسا أدهم محجلا طلق اليمين، فإنك تغنم وتسلم. ثم قال: صحيح على شرط مسلم. والهجين الذي أبوه عربي وأمه عجمية، والمقرف، وهو بضم الميم وإسكان القاف، وبالراء المهملة والفاء في آخره عكسه. وكذلك في بني آدم، وأنشد «٣» أبو عبيد القاسم بن سلام لهند ابنة النعمان بن بشير: