للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العفو يغفر زلته ويرحم عبرته ويستر عورته ويقيل عثرته ويقبل معذرته ويرد غيبته ويديم نصيحته ويحفظ خلته ويرعى ذمته ويعود مرضته ويشهد منيته ويجيب دعوته ويقبل هديته ويكافىء صلته ويشكر نعمته ويحسن نصرته ويحفظ حليلته ويقضي حاجته ويشفع مسألته ويقبل شفاعته ولا يخيب مقصده ويشمت عطسته وينشد ضالته ويرد سلامه ويطيب كلامه ويزيد إنعامه ويصدق أقسامه وينصره ظالما أو مظلوما، أما نصره ظالما فيرده عن ظلمه، وأما نصره مظلوما فيعينه على أخذ حقه، ويواليه ولا يعاديه ويسلمه ولا يخذله، ويحب له من الخير ما يحب لنفسه، ويكره له من الشر ما يكره لنفسه» ، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئا فيطالبه به يوم القيامة» . ثم قال علي رضي الله تعالى عنه: إن أحدكم ليدع تشميت أخيه إذا عطس، فيطالبه به يوم القيامة فيقضى له عليه. فهذه مع ما عده حسان بن عطية يجتمع منها أكثر من أربعين خصلة.

[فائدة]

: روى أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبري، في كتاب الدعوات، باسناده عن سويد بن غفلة، قال: أصابت علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فاقة فقال لفاطمة رضي الله تعالى عنها: لو أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاتته وكان عند أم أيمن فدقت الباب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم أيمن: «إن هذا الدق لدق فاطمة، ولقد أتتنا في ساعة ما عودتنا أن تأتينا في مثلها فقومي فافتحي لها الباب» .

قال: فقامت أم أيمن ففتحت لها الباب، فلما دخلت قال صلى الله عليه وسلم: «يا فاطمة لقد أتيتنا في ساعة ما عودتنا أن تأتينا في مثلها» . فقالت: يا رسول الله هذه الملائكة طعامها التسبيح والتحميد والتقديس، فما طعامنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «والذي بعثني بالحق ما اقتبس في آل محمد نار منذ ثلاثين يوما، وقد أتتنا أعنز فإن شئت أمرت لك بخمسة أعنز، وإن شئت علمتك خمس كلمات علمنيهن جبريل آنفا» . قالت: بل علمني الخمس التي علمك جبريل. قال صلى الله عليه وسلم: «قولي يا أول الأولين، ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوة المتين، ويا راحم المساكين، ويا أرحم الراحمين» . قال: فانصرفت حتى دخلت على علي بن أبي طالب، فقالت: ذهبت من عندك إلى الدنيا فأتيتك بالآخرة، وذكرت له ذلك، فقال: خير أيامك خير أيامك.

وفي كتاب صفوة التصوف للحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، أن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا جابر هؤلاء الأعنز إحدى عشرة عنزا في الدار أحب إليك أم كلمات علمنيهن جبريل آنفا يجمعن لك خير الدنيا والآخرة» ؟ فقال:

يا رسول الله، والله إني لمحتاج، وهذه الكلمات أحب إلي فقال صلى الله عليه وسلم: «قل اللهم إنك البر خلاق عليم، اللهم إنك عفور حليم، اللهم إنك تواب رحيم، اللهم إنك رب العرش العظيم، اللهم إنك الجواد الكريم، اغفر لي وارحمني واجبرني ووفقني وارزقني واهدني ونجني وعافني واسترني ولا تضلني وأدخلني الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين» . قال: فطفق يرددهن حتى حفظتهن. ثم قال صلى الله عليه وسلم: «تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك» . ثم قال صلى الله عليه وسلم: «يا جابر استبقهن معك» . قال:

فاستبقتهن معي. وفي تفسير القشيري وغيره، أن ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما هاجر بولده اسماعيل وأمه هاجر إلى مكة، مر على قوم من العماليق، فوهبوا لإسماعيل عليه الصلاة والسلام عشرة أعنز، فجميع أعنز مكة من نسلها. وهذا نظير ما تقدم في حمام الحرم، وأنه من نسل

<<  <  ج: ص:  >  >>