[المول:]
العنكبوت الواحدة مولة، وأنشدوا:
حاملة ذلول لا محموله ... ملأى من الماء كعين الموله
[المها:]
بالفتح جمع مهاة، وهي البقرة الوحشية والجمع مهوات، وقيل: المها نوع من البقر الوحشي إذا حملت الأنثى من المها هربت من البقر، ومن طبعها الشبق، والذكر لفرط شهوته يركب ذكرا آخر، وهي أشبه بالمعز الأهلية، وقرونها صلاب جدا، وبها يضرب المثل في سمن المرأة وجمالها قال «١» الشاعر:
خليلي إن قالت بثينة: ماله ... أتانا بلا وعد؟ فقولا لها: لها
سها وهو مشغول لعظم الذي به ... ومن بات طول الليل يرعى السّها سها
بثينة تزري بالغزالة في الضحى ... إذا برزت لم تبق يوما بها بها
لها مقلة نجلاء كحلاء خلقة ... كأن أباها الظبيّ أو أمها مها
دهتني بود قاتل وهو متلفي ... وكم قتلت بالود من ودّها دها
[فائدة]
: روى الطبراني، في معجمه الكبير بإسناد رجاله ثقات، عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: نزل الركن الأسود من السماء، فوضع على أبي قبيس، كأنه مهاة بيضاء، فمكث أربعين سنة، ثم وضع على قواعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم. وروى «٢» في الأوسط والكبير أيضا، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحجر الأسود من حجارة الجنة وما في الأرض من الجنة غيره وكان أبيض كالمهاة ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برىء» . وفي إسناده محمد بن أبي ليلى، وفيه كلام. وروى هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه، قال: بينما عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يطوف بالبيت، إذا هو برجل يطوف، وعلى عنقه مثل المهاة، يعني حسنا وجمالا وهو يقول:
عدت لهذي جملا ذلولا ... موطأ أتبع السهولا
أعدّ لها بالكفّ أن تميلا ... أحذر أن تسقط أو تزولا
أرجو بذاك نائلا جزيلا «٣»
فقال له عمر رضي الله تعالى عنه: يا عبد الله من هذه التي وهبت لها حجك؟ قال: امرأتي يا أمير المؤمنين، وإنها لحمقاء مرغامة، أكول قمامة، لا تبقى لها خامة، فقال رضي الله تعالى عنه: ما لك لا تطلقها؟ قال: يا أمير المؤمنين إنها لحسناء لا تفرك، وأم صبيان لا تترك. قال: فشأنك بها.
وحكى الإمام أبو الفرج بن الجوزي، في كتاب الأذكياء، قال: قعد رجل على جسر بغداد فأقبلت امرأة من جهة الرصافة إلى الجانب الغربي، فاستقبلها شاب فقال لها: رحم الله علي بن الجهم. فقالت المرأة: رحم الله أبا العلاء المعري، وما وقفا ومرا مشرقا ومغربا، قال: فتبعت