: من أنواع الغربان، يقال له الزرعي وغراب الزرع، وهو غراب أسود صغير، وقد يكون محمر المنقار والرجلين، ويقال له غراب الزيتون، لأنه يأكله. وهو لطيف الشكل حسن المنظر لكن وقع في عجائب المخلوقات، أنه الأسود الكبير وأنه يعيش أكثر من ألف سنة، وهو وهم، والصواب الأول.
[عجيبة]
: رأيت في المنتقى، من انتخاب الحافظ السّلفي «١» ، وفي آخر ورقة من عجائب الخلوقات، عن محمد بن اسماعيل السعدي، أنه قال: وجه إلى يحيى «٢» بن أكثم، فتوجهت إليه، فلما دخلت عليه، إذا عن يمينه قمطر فأجلسني، وأمر أن يفتح، فإذا شيء خرج منه رأسه كرأس إنسان، ومن أسفله إلى سرّته على هيئة زاغ، وفي صدره وظهره سلعتان، قال: ففزعت منه ويحيى يضحك، فقلت له: ما هذا أصلحك الله؟ فقال لي: سل عنه منه! فقلت له: ما أنت؟
فنهض وأنشد بلسان فصيح:
أنا الزاغ أبو عجوه ... أنا ابن الليث واللبوه «٣»
أحبّ الراح والريحان ... والقهوة والنشوه «٤»
فلا عدوى يدي تخشى ... ولا يحذر لي سطوه
ولي أشياء تستظرف ... يوم العرس والدعوه
فمنها سلعة في الظه ... ر لا تسترها الفروه
وأما السّلعة الأخرى ... فلو كان لها عروه
لما شك جميع الناس ... فيها أنها ركوه
ثم صاح ومدّ صوته زاغ زاغ، وانطرح في القمطر. فقلت: أعز الله القاضي وعاشق أيضا! فقال: