للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى الحافظ بن عساكر، في تاريخه بسنده إلى حماد بن محمد، أنه قال: كتب رجل إلى ابن عباس، يسأله عن شيء ليس له لحم ولا دم تكلم، وعن شيء ليس له لحم ولا دم سعى، وعن شيء ليس له لحم ولا دم تنفس، وعن اثنين ليس لهما لحم ولا دم خوطبا وأجابا، وعن رسول بعثه الله ليس من الجن ولا من الإنس ولا من الملائكة، وعن نفس ماتت ثم عاشت بها نفس غيرها، وعن موسى عليه السلام كم أرضعته أمه قبل أن تلقيه في اليم، وفي أي بحر، وفي أي يوم ألقته، وكم كان طول آدم عليه السلام، وكم عاش، ومن كان وصيه، وعن طير لا يبيض ويحيض.

فقال: الأول النار قالت: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ

«١» ، والثاني عصا موسى عليه السلام، والثالث الصبح، والرابع السماء والأرض، قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ

«٢» ، والخامس الغراب الذي بعثه الله إلى ابن آدم، والسادس البقرة التي ذكرها الله تعالى في القرآن، وأرضعت موسى أمه قبل أن تلقيه في اليم ثلاثة أشهر، وألقته في بحر القلزم، وكان ذلك يوم الجمعة، وكان طول آدم عليه السلام ستين ذراعا، وعاش ألف سنة إلا ستين سنة، وكان وصيه شيث. والطير الوطواط الذي نفخ فيه عيسى عليه السلام، فكان طائرا بإذن الله عز وجل.

[وحكمه]

: تحريم الأكل للنهي عن قتله كما تقدم في باب الخاء المعجمة.

[الأمثال]

: قالوا: «أبصر من الوطواط بالليل» «٣» أي أعرف ويسمون الجبان وطواطا.

[التعبير]

: الوطواط تدل رؤيته على الغي والضلالة عن الحق، وربما دلت رؤيته على ولد الزنا لأنه من الطير، وليس بطائر، وهو يرضع كما يرضع الآدمي، وربما دلت رؤيته على زوال النعم، والبعد من المألوفات، لأنه من الممسوخين، وهذا بعيد. وربما دلت رؤيته على إقامة الحجة والبينة لقوله «٤» تعالى: وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها

الآية. وهذا أظهر الأقاويل عندي والله أعلم.

[الوعوع:]

ويقال له أيضا الوع، ابن آوى، وقد تقدم الكلام عليه في أواخر باب الهمزة.

[الوعل:]

بفتح الواو وكسر العين المهملة، الأروى المتقدم في باب الهمزة وهو التيس الجبلي، والأنثى تسمى أروية وهي شاة الوحش، والجمع أوعال ووعول.

وذكر ابن عدي، في كامله، في ترجمة محمد بن اسماعيل بن طريح، أنه قال: حدثني أبي، عن جدي، أنه حضر أمية بن أبي الصلت حين حضرته الوفاة، فأغمي عليه ثم أفاق فرفع رأسه فنظر حيال باب البيت، وقال: لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما، لا عشيرتي تحميني، ولا مالي يفديني، ثم أغمي عليه ثم أفاق فرفع رأسه وقال «٥» :

كلّ حي وإنّ تطاول دهرا ... آيل أمره إلى أن يزولا

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي ... في رؤوس الجبال أرعى الوعولا

ثم فاضت نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>