شعر الإمام العلامة حجة الإسلام أبي حامد الغزالي «١» رحمه الله تعالى في التشبيه:
حلت عقارب صدغه من خدّه ... قمرا يجلّ به عن التشبيه
ولقد عهدناه يحلّ ببرجها ... ومن العجائب كيف حلت فيه
وقد تقدم ذكر وفاته، وطرف من أخباره في باب الحاء المهملة في الحمام. وقد أجاد أبو المحاسن «٢» يوسف بن الشواء في وصف غلام أرسل أحد صدغيه وعقد الآخر فقال:
أرسل صدغا ولوى قاتلي ... صدغا فأعيا بهما واصفه
فخلت ذا في خده حية ... تسعى وهذا عقربا واقفه
ذا ألف ليست لوصل وذا ... واو ولكن ليست العاطفه
ومن محاسن شعره رحمه الله أيضا:
قالوا: حبيبك قد تضوع نشره ... حتى غدا منه الفضاء معطرا
فأجبتهم والخال يعلو خدّه ... أو ما ترى النيران تحرق عنبرا
[الخواص]
: قال صاحب عين الخواص: العقرب إذا رأت الوزغة ماتت ويبست من ساعتها. وقيل: إن العقرب إذا أحرقت ودخن بها البيت، هربت العقارب منه، وإذا طبخت بزيت ووضع على لدغ العقارب سكن الوجع، ورماد العقارب يفتت الحصى. وإن أخذت عقرب وقد بقي من الشهر ثلاثة أيام، وجعلت في إناء، وصب عليها رطل زيت، وسد رأس الإناء، وترك حتى يأخذ الزيت قوتها، ثم ادهن به من به وجع الظهر والفخذين، فإنه ينفعه ويقويه. وإن شرب بزر الخس بشراب أمن شاربه من لسع العقارب، وإن طرحت قطعة من فجل، على قدر لم يدب عليها عقرب إلا ماتت من وقتها. وإذا ديف ورق الخس بدهن، وطلي به على لسعة العقرب أبرأها، وإن طبخت العقرب بسمن البقر، وطلي به موضع لسعتها سكنها من وقته.
وقال ابن السويدي: إذا وضعت العقرب في إناء فخار، وسد رأسه، ثم وضع في تنور إلى أن تصير رمادا وسقي من ذلك الرماد من به الحصى نفعه وفتتها. وإذا بخر البيت بعقرب اجتمعت فيه العقارب، كذا قال أرسطو، وقال غيره: تهرب منه العقارب. وإذا غرزت شوكة العقرب في ثوب إنسان، لم يزل سقيما حتى تزول منه. وإن دقت العقارب وألصقت على لسعتها أبرأتها. وإن وقعت في ماء وشرب منه إنسان وهو لا يعلم، امتلأ جسده قروحا. وإن بخر البيت بزرنيخ أحمر وشحم البقر هربت منه العقارب.