للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ووثب عليه، فإذا أخذه تضاءل في الطول، حتى يبقى شبيها بقطعة حبل، فينطوي الثعبان عليه، فإذا انطوى عليه، نفخ ثم زفر زفرة يتقطع منها الثعبان قطعا قطعا، وله قوة في تسلق الحيطان في طلب الطير. فإذا سقط نفخ بطنه، فلا يضره السقوط، ويتوسط الهجمة من الإبل، فيفسو فيها فتتفرق تلك الإبل، كتفرقها من مبرك فيه قردان، فلا يردها الراعي إلا بجهد. ولهذا سمته العرب مفرق النعم وهو كثير ببلاد العرب والهجمة مائة من الإبل.

[وحكمه]

: تحريم الأكل، لاستخباثه ولا يدفع ذلك قول ابن قتيبة: العرب تصيد الظربان فيفسو في أكمامهم لأنهم لا يسمون صيدا إلا المأكول.

[الأمثال]

: قالوا: «فسا بينهم الظربان» «١» إذا تقاطع القوم. قال الشاعر:

ألا أبلغا قيسا وجندب أنني ... ضربت كثيرا مضرب الظربان

[الظليم:]

ذكر النعام، وسيأتي إن شاء الله تعالى في باب النون وكنيته أبو البيض وأبو ثلاثين وأبو الصحاري وجمعه ظلمان كوليد وولدان قال زهير:

من الظلمان جؤجؤه هواء

وقال تعالى: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ

«٢» ونظيرهما قضيب وقضبان وعريض وعرضان وفصيل وفصلان. ذكر سيبويه هذه الألفاظ سوى الولدان. وقال: إنه قليل. وحكى غيره القري وهو مجرى الماء والجمع قريان وسرى وسريان وصبي وصبيان وخصي وخصيان.

[خاتمة]

: يقال: عار الظليم يعار عرارا، بكسر العين المهملة، وهو صوته قال ابن خلكان، وغيره: ومنه أخذ اسم عرار وهو عرار بن عمرو «٣» بن شاس الأسدي الذي قال «٤» فيه أبوه:

أرادت عرارا بالهوان ومن يرد ... عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم

فإن عرارا إن يكن غير واضح ... فإني أحبّ الجون ذا المنكب العمم

وكان والده له امرأة من قومه، وابنه عرار هذا كان من أمة، وكان قد وقع بين عرار وبين امرأة أبيه عداوة، فاجتهد أبوه عمرو على أن يصلح بينه وبين امرأته، فلم يمكنه فطلقها، ثم ندم وكان عرار فصيحا عاقلا، توجه عن المهلّب بن أبي صفرة «٥» إلى الحجاج بن يوسف الثقفي «٦» رسولا في بعض المهمات، فلما مثل بين يديه لم يعرفه وازدراه، فلما استنطقه أبان عن فضل وأعرب إلى أن

<<  <  ج: ص:  >  >>