للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَهْتَدُونَ

«١» قال: وأما من شاهد تلك العلامات في البحر، فحدثني منهم عدد كثير. وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: العلامات معالم الطرق بالنهار، والنجوم هداية بالليل. وقال الكلبي: هي الجبال. وقال مجاهد والنخعي: هي النجوم منها ما يسمى علامات ومنها ما يهتدى به.

[العلهز:]

بكسر العين وإسكان اللام وكسر الهاء قبل الزاي: القراد الضخم، وفي الحديث أنه عليه الصلاة والسلام، لما دعا على قريش بقوله «٢» : «اللهم اجعلها عليهم سنينا كسني يوسف» ، أكلوا العلهز. وقيل: المراد به الوبر المخلوط بالدم.

[العلعل:]

كهدهد الذكر من القنابر.

[العلق:]

بفتح العين واللام دود أسود وأحمر، يكون بالماء يعلق بالبدن ويمص الدم، وهو من أدوية الحلق والأورام الدموية، لامتصاصه الدم الغالب على الإنسان. الواحدة علقة، وفي حديث عامر «٣» «خير الدواء العلق والحجامة» . والعليق الشجرة التي آنس موسى عليه الصلاة والسلام منها النار، قاله ابن سيده. وقيل: إنها العوسج، والعوسج، إذا عظم، قيل له الغرقد.

وفي الحديث أنه شجر اليهود، فلا ينطق، يعني إذا نزل عيسى عليه السلام، وقتل اليهود فلا يختبىء أحد منهم خلف شجرة، إلا نطقت وقالت: يا مسلم هذا يهودي خلفي فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجرهم فلا ينطق.

[فائدة]

: ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

«٤» . عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، والحسن البصري يعني قدس من في النار، وهو الله سبحانه وتعالى عنى به نفسه. قال: وتأويل هذا القول إنه كان فيها لا على سبيل تمكن الأجسام، بل على أنه جل وعلا نادى موسى عليه الصلاة والسلام، وأسمعه كلامه من جهتها وأظهر له ربوبيته من ناحيتها، فالشجرة مظهر لكلامه تعالى. وهو كما روي أنه مكتوب في التوراة جاء الله من طور سيناء، وأشرق من ساعير، واستعلن من جبال فاران، فمجيئه من سيناء بعثه موسى عليه السلام منها، واشراقه من ساعير بعثه عيسى عليه السلام منه، واستعلانه من جبال فاران بعثه المصطفى صلى الله عليه وسلم منها.

وفاران مكة المشرفة، وقيل: كانت النار نوره عز وجل. وإنما ذكره بلفظ النار لأن موسى عليه السلام حسبه نارا، والعرب تضع أحدهما موضع الآخر. وقال سعيد بن جبير: كانت هي النار بعينها وهي أحد حجبه تعالى. وقيل: بورك من في النار سلطانه وقدرته، وفيمن حولها، وتأويلي هذا القول، إنه عائد إلى موسى والملائكة عليهم الصلاة والسلام. ومجاز الآية أن بورك من في طلب النار وقصدها، وبالقرب منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>