للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ساق حر:]

هو بالسين المهملة وبالقاف بينهما ألف وحر بالحاء والراء المهملتين الورشان وهو ذكر القمارى لا يختلفون في ذلك قال الكميت «١» :

تغريد ساق على ساق يجاوبها ... من الهواتف ذات الطوق والعطل

عنى بالأول الورشان، وبالثاني ساق الشجرة وقال حميد بن ثور الهلالي «٢» :

وما هاج هذا الشوق إلا حمامة ... دعت ساق حر نزهة وترنما «٣»

مطوقة غراء تسجع كلما ... دنا الصيف وانحال الربيع فأنجما

محلاة طوق لم تكن من تميمة ... ولا ضرب صواغ بكفيه درهما

تغنت على غصن عشاء فلم تدع ... لنائحة من نوحها متألما «٤»

إذا حركته الريح أو مال ميلة ... تغنت عليه مائلا ومقوما

عجبت لها أنى يكون غناؤها ... فصيحا ولم تثغر بمنطقها فما «٥»

فلم أر مثلي شاقه صوت مثلها ... ولا عربيا هاجه صوت أعجما

قال ابن سيده: إنما سمي ذكر القمارى ساق حر لحكاية صوته، فإنه يقول: ساق حر ساق حر، ولذلك لم يعرب ولو أعرب لصرف، فيقال ساق حران كان مضافا وساق حران كان مركبا فتصرفه لأنه نكرة، فترك إعرابه دليل على أنه حكى الصوت بعينه وهو صياحه، وقد يضاف أوله إلى آخره، وذلك كقولهم خاز باز لأنه في اللفظ أشبه بباب دار انتهى. والنزهة الشوق، والترنم الغناء وهما مصدران واقعان موقع الحال من الضمير الفاعل في دعت ساق حر الواقع في موضع الصفة لحمامة وسيأتي في باب القاف إن شاء الله تعالى في القمري.

[السالخ:]

الأسود من الحيات وقد تقدم ذكره في الأفعى في باب الهمزة.

سامّ أبرص:

بتشديد الميم قال أهل اللغة: وهو من كبار الوزغ وهو معرفة إلا أنه تعريف جنس وهما اسمان جعلا واحدا، ويجوز فيه وجهان أحدهما أن تبنيهما على الفتح كخمسة عشر، والثاني أن تعرب الأول وتضيفه إلى الثاني مفتوحا، لكونه لا ينصرف ولا ينثني ولا يجمع على هذا اللفظ، بل تقول في التثنية: هذان ساما أبرص وفي الجمع هؤلاء سوام أبرص، وإن شئت قلت:

هؤلاء السوام ولا تذكر أبرص. وإن شئت قلت: هؤلاء البرصة والأبارص، ولا تذكر سام قال الشاعر:

والله لو كنت لهذا خالصا ... ما كنت عبدا آكل الأبارصا «٦»

<<  <  ج: ص:  >  >>