وفي المستدرك أيضا: عن مسلم الزنجي، عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:«رأيت في منامي كأن بني الحكم بن أبي العاص، ينزون على منبري، كما تنزو القردة» . فما رؤي النبي صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا حتى مات. ثم قال: صحيح الإسناد على شرط مسلم. وروى الطبراني، في معجمه الأوسط، من حديث أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في آخر الزمان تأتي المرأة فتجد زوجها قد مسخ قردا لأنه لا يؤمن بالقدر» .
[فائدة أخرى]
: اختلف العلماء في الممسوخ هل يعقب أم لا؟ على قولين أحدهما نعم، وهو قول الزجاج والقاضي أبي بكر بن العربي المالكي، وقال الجمهور: لا يكون ذلك. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: لم يعش ممسوخ قط أكثر من ثلاثة أيام، ولا يأكل ولا يشرب. واحتج الأولون بقوله صلى الله عليه وسلم:«فقدت أمة من بني إسرائيل، لا أدري ما فعلت ولا أراها إلا الفأر ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشربها، وإذا وضع لها ألبان غيرها شربتها «١» » . خرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. وبحديث الضب الذي رواه مسلم عن أبي سعيد وجابر قالا: إن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بضب فأبى أن يأكله، وقال «٢» : «لا أدري لعله من القرود التي مسخت» . قال أبو بكر بن العربي المالكي: وفي البخاري عن عمر بن ميمون، أنه قال: رأينا في الجاهلية قردة قد زنت، فرجموها ورجمتها معهم. ثبت في بعض نسخ البخاري وسقط من بعضها. والجواب عن ذلك أن الحميدي، في الجمع بين الصحيحين، قال: حكى أبو مسعود الدمشقي أن لعمرو بن ميمون الأزدي في الصحيحين «٣» حكاية من رواية حصين عنه، قال: رأيت في الجاهلية قردة قد زنت، اجتمع عليها قردة فرجموها ورجمتها معهم. كذا حكاه أبو مسعود، ولم يذكر في أي موضع أخرجه البخاري.
فبحثنا عن ذلك فوجدناه في بعض النسخ لا في كلها، مذكورا في كتاب أيام الجاهلية، وليس في رواية الفربري أصلا شيء من هذا الخبر في القردة، ولعلها من المقحمات في كتاب البخاري، والذي قاله البخاري في التاريخ الكبير، قال: قال لي نعيم بن حماد: أخبرنا هشيم، عن أبي المليح وحصين عن عمرو بن ميمون الأزدي، قال: رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة، فرجموها ورجمتها معهم. وليس فيه قد زنت، فلئن صحت هذه الرواية، فإنما أخرجها البخاري دليلا على أن عمرو بن ميمون قد أدرك الجاهلية، ولم يبال بظنه الذي ظنه، وذكر أبو عمر بن عبد البر، في الاستيعاب، عن عمرو بن ميمون، وقال: إنه معدود من التابعين من الكوفيين، قال: وهو الذي رأى الرجم في الجاهلية بين القردة، إن صح ذلك، لأن رواته مجهولون.
وذكر البخاري، عن نعيم عن هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون الأزدي مختصرا، قال:«رأيت في الجاهلية قردة زنت فرجموها» . فذكره، ثم قال: والقصة بطولها تدور على عبد