فلما انتهى ابراهيم إلى موضع الحجر الأسود، قال لابنه اسماعيل: ائتني بحجر حسن يكون للناس علما، فأتاه بحجر، فقال: ائتني بأحسن من هذا، فمضى اسماعيل ينظر حجرا، فصاح أبو قبيس: يا ابراهيم إن لك عندي وديعة فخذها، فأخذ الحجر الأسود فوضعه مكانه. وقيل: أول من بنى الكعبة آدم عليه السلام واندرس زمن الطوفان، ثم أظهره الله تعالى لإبراهيم حتى بناه فذلك قوله تعالى: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ
«١» يعني أسسه واحدتها قاعدة وقال الكسائي: يعني جدره.
[الحكم]
: الأصح تحريم أكله، لما رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه، وصححه عبد الحق، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم «نهى عن قتل النحلة والنملة والهدهد والصرد»«٢» والنهي عن القتل دليل على الحرمة، ولأن العرب تتشاءم بصوته وشخصه. وقيل: إنه يؤكل لأن الشافعي أوجب فيه الجزاء على المحرم، إذا قتله وبه قال مالك. قال الإمام العلامة القاضي أبو بكر بن العربي «٣» : إنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتله، لأن العرب كانت تتشاءم به، فنهى عن قتله ليخلع عن قلوبهم ما ثبت فيها من اعتقادهم الشؤم فيه، لا إنه حرام. وذكره العبادي، في الطبقات أيضا.
[عجيبة]
: حكى منصور بن الحسين الآبي، في نثر الدرر، أن أعرابيا سافر ابنه ثم أتاه، فقال له أبوه: ما رأيت في طريقك؟ قال: جئت السقاء مرة أشرب، فصاح الصرد فقال: اتركها وإلا فلست بابني! قال: فتركتها. قال: ثم أخذني العطش فأتيت إليها ثانيا فصاح الصرد فقال: اتركها وإلا فلست بابني! قال: فتركتها، ثم زادني العطش فأتيت إليها ثالثا فصاح الصرد فقال: قدها بسيفك وإلا فلست با بني! قال: كذلك فعلت. قال: هل رأيت الحية داخلها؟ قال: نعم قال:
الله أكبر.
قال: وسافر ولد أعرابي ثم أتى إليه فقال: أخبرني ماذا رأيت في طريقك؟ قال: رأيت طائرا على أكمة. فقال الصرد: أطره وإلا لست أباك! قال: فأطرته، قال: ثم ماذا؟ قال: سقط على شجرة فقال: أطره وإلا لست أباك! قال: كذلك فعلت. قال: ثم ماذا؟ قال: سقط على صخرة قال: اقلبها وإلا لست أباك. قال: كذلك فعلت. قال: اعطني سهمي مما وجدت تحتها، وكان تحتها كنز أخذه ولده، فأعطاه سهمه منه.
[التعبير]
: هو في المنام يدل على رجل مراء يظهر الخشوع نهارا ويفجر ليلا. وقيل: هو من قطاع الطريق يجمع أموالا كثيرة ولا يخالط أحدا.
[الصرصر:]
ويقال له الصرصار أيضا، حيوان فيه شبه من الجراد، قفاز يصيح صياحا رقيقا، وأكثر صياحه بالليل ولذلك سمي صرار الليل، وهو نوع من بنات وردان عري عن