للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحمرات في البيت: جمع حمر بضم الميم، وحمر جمع حمار بمنزلة كتاب وكتب. ويجوز أن يكون جمع حمير كقضيب وقضب. وقولهم: حمير ليس بجمع ولكنه اسم للجمع، بمنزلة العبيد والكتيب قال ابن عطية: والذي مربي، من أمر العرب، في غير ما ديوان، أن المكاء والتصدية كانا من فعل العرب قديما قبل الإسلام، على جهة التقرب به والتشرع. قال: ورأيت عن بعض أقوياء العرب، أنه كان يمكو على الصفا فيسمع من حراء وبينهما أربعة أميال. انتهى. وكذلك كان مخرمة بن قيس بن عبد مناف يصفر عند البيت فيسمع من حراء، وكان قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم عام الفيل، وكانت قريش تطوف بالبيت وهم عراة يصفرون ويصفقون.

وقال القزويني: المكاء من طير البادية يتخذ أفحوصا عجيبا، وبينه وبين الحية عداوة، فإن الحية تأكل بيضه وفراخه. وحدث هشام بن سالم أن حية أكلت بيض مكاء، فجعل المكاء يشرشر أي يرفرف على رأسها ويدنو منها، حتى إذا فتحت فاها ألقى في فيها حسكة فأخذت بحلق الحية فماتت.

[المكلفة:]

طائر، قال الجاحظ: لما كانت العقاب سيئة الخلق تبيض ثلاث بيضات، فتخرج فراخها فتلقى واحدا منها، فيأخذه هذا الطائر الذي يتكلف به قيل له: المكلفة ويسمى كاسر العظام، فيربيه كما تقدم اهـ.

واختلفوا في سبب فعل العقاب ذلك، فقال بعضهم: لأنها لا تحضن إلا بيضتين، وقال بعضهم: بل تحضن الثلاثة، لكنها ترمي بفرخ من فراخها استثقالا للكسب على الثلاثة. وقال آخرون: ليس كذلك إلا لما يعتريها من الضعف عن الصيد كما يعتري النفساء من الوهن. وقيل:

لأنها سيئة الخلق كما تقدم. ولا يستعان على تربية الولد إلا بالصبر. وقيل: لأنها كثيرة الشره وإذا لم تكن أم الفراخ تؤثر أولادها على نفسها ضاعت أولادها. قال هؤلاء: والفرخ الذي ترمي به العقاب من الثلاثة، يحضنه طائر يقال له المكلفة ويسمونه كاسر العظام أيضا، فيربيه كما تقدم والله تعالى أعلم.

[الملكة:]

كالسمكة حية طولها شبر أو أكثر، على رأسها خطوط بيض تشبه التاج، فإذا انسابت على الأرض، أحرقت كل شيء مرت عليه، وإن طار طائر فوقها سقط عليها، وإذا بدت تنساب هرب من بين يديها جميع الدواب. ومن أكل تلك الحية من السباع أو غيرها مات. وهي قليلة الظهور للناس.

[ومن خواصها]

الغريبة أن من قتلها فقد حاسة الشم في الحال، ولا يمكن بعد ذلك علاجه.

[المنارة:]

سمكة تخرج من البحر، على شكل المنارة، فترمي بنفسها على السفينة فتكسرها وتغرق أهلها، فإذا أحس الناس بها ضربوا بالطسوس والبوقات لتبعد عنهم، وهي محنة عظيمة في البحر. قاله أبو حامد الأندلسي.

[المنخنقة:]

هي البهيمة المأكولة تنخنق بحبل حتى تموت، وكانت العرب تفعله حرصا على الدم، لأن العرب كانوا يأكلون الدم، ويسمونه الفصيد، ويقولون: إن اللحم دم جامد. فحرم

<<  <  ج: ص:  >  >>