زحل وثور تحت رجل يمينه ... والنسر للأخرى وليث مرصد
فقال صلى الله عليه وسلم:«صدق» . قال:
والشمس تطلع كلّ آخر ليلة ... حمراء يصبح لونها يتورد
فقال صلى الله عليه وسلم:«صدق» . قال:
تأبى فما تطلع لنا في رسلها ... إلا معذبة وإلا تجلد
فقال صلى الله عليه وسلم:«صدق» . قال السهيلي، في التعريف والاعلام، في قوله «١» تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها
الآية. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: إنها نزلت في بلعام بن باعورا، وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما: إنها نزلت في أمية بن أبي الصلت الثقفي.
وكان قد قرأ التوراة والإنجيل في الجاهلية، وكان يعلم أنه سيبعث نبي من العرب فطمع أن يكون هو، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم وخرجت النبوة عن أمية حسده وكفر. وهو أول من كتب باسمك اللهم، ومنه تعلمت قريش، فكانت تكتب به في الجاهلية.
ولتعلم أمية هذه الكلمة نبأ عجيب ذكره المسعودي، وذلك أن أمية كان مصحوبا تبدو له الجن، فخرج في عير من قريش، فمرت بهم حية فقتلوها، فاعترضت لهم حية أخرى تطلب بثأرها، وقالت: قتلتم فلانا! ثم ضربت الأرض بقضيب، فنفرت الإبل فلم يقدروا عليها، إلا بعد عناء شديد، فلما جمعوها، جاءت فضربت ثانية فنفرت، فلم يقدروا عليها إلا بعد نصف الليل، ثم جاءت فضربت ثالثة فنفرتها، فلم يقدروا عليها حتى كادوا أن يهلكوا بها عطشا وعناء، وهم في مفازة لا ماء فيها. فقالوا لأمية: هل عندك من حيلة؟ قال: لعلها. ثم ذهب حتى جاوز كثيبا، فرأى ضوء نار على بعد فاتبعه حتى أتى على شيخ في خباء، فشكا إليه ما نزل به وبصحبه، وكان الشيخ جنيا، فقال: اذهب فإن جاءتكم فقولوا: باسمك اللهم سبعا. فرجع إليهم وقد أشرفوا على الهلكة فأخبرهم بذلك فلما جاءتهم الحية قالوا ذلك، فقالت: تبا لكم من علمكم هذا؟ ثم ذهبت. وأخذوا إبلهم وكان فيهم حرب بن أمية بن عبد شمس، جد معاوية بن أبي سفيان، فقتله الجن بعد ذلك بثأر الحية المذكورة وقالوا «٢» فيه:
وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر
وقد أسلمت عاتكة أخت أمية بن أبي الصلت هذا، وأخبرت عنه بخبر، ذكره عبد الرزاق في تفسيره. وسيأتي إن شاء الله تعالى، في هذا الكتاب، في باب النون، في الكلام على النسر ما يوافق ذلك.
[الحكم]
: يحرم أكل الغراب الأبقع الفاسق، وأما الأسود الكبير وهو الجبلي، فهو حرام