للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القشعمان:]

كالعقربان والثعلبان، النسر، قال الشاعر:

تركت أباك قد أطلى ومالت ... عليه القشعمان من النسور

يقال أطلى الرجل أي مالت عنقه للموت أو لغيره.

[القشبة:]

القردة قاله الجوهري رحمه الله تعالى، وقال الأصمعي: هي الصغيرة من أولادها.

[الأمثال]

: قالوا: «أكيس من قشبة» «١» . يضرب مثلا للصغار خاصة.

[القصيرى:]

مقصورا مصغرا ضرب من الأفاعي.

[القط:]

السنور والأنثى قطة، والجمع قطاط وقططة. قال ابن دريد: لا أحسبها عربية صحيحة. قلت: وهو محجوج بقوله صلى الله عليه وسلم: «عرضت على جهنم فرأيت فيها المرأة الحميرية صاحبة القط الذي ربطته فلم تطعمه ولم تسرحه» . كذا رواه الربيع الجيزي فيمن ورد مصر من الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

ولما اتصلت ميسون بنت بحدل الكلبية أم يزيد بن معاوية بمعاوية، وكانت ذات جمال باهر، وحسن غامر، أعجب بها معاوية رضي الله تعالى عنه، وهيأ لها قصرا مشرفا على الغوطة، وزينه بأنواع الزخارف، ووضع فيه من أواني الفضة والذهب ما يضاهيه، ونقل إليه من الديباج الرومي الملون والموشى ما هو لائق به، ثم أسكنها، مع وصائف لها، كأمثال الحور العين، فلبست يوما أفخر ثيابها، وتزينت وتطيبت بما أعد لها، من الحلي والجوهر، الذي لا يوجد مثله، ثم جلست في روشنها، وحولها الوصائف، فنظرت إلى الغوطة وأشجارها، وسمعت تجاوب الطير في أوكارها، وشمت نسيم الأزهار وروائح الرياحين والنوار، فتذكرت نجدا، وحنت إلى أترابها وأناسها، وتذكرت مسقط رأسها، فبكت وتنهدت فقالت لها بعض حظاياها: ما يبكيك وأنت في ملك يضاهي ملك بلقيس؟ فتنفست الصعداء، ثم أنشدت:

لبيت تخفق الأرواح فيه ... أحبّ إلي من قصر منيف

ولبس عباءة وتقرّ عيني ... أحبّ إلي من لبس الشفوف

وأكل كسيرة في كسر بيتي ... أحبّ إلي من أكل الرغيف

وأصوات الرياح بكل فجّ ... أحبّ إلي من نقر الدفوف

وكلب ينبح الطراق دوني ... أحبّ إلي من قطّ ألوف

وبكر يتبع الأظعان صعب ... أحبّ إلي من بغل زفوف

وخرق من بني عمي نحيف ... أحبّ إلي من علج عنوف

فلما دخل معاوية، عرفته الحظية بما قالت، وقيل: إنه سمعها، وهي تنشد ذلك، فقال: ما رضيت ابنة بحدل حتى جعلتني علجا عنوفا، هي طالق ثلاثا، مروها فلتأخذ جميع ما في القصر،

<<  <  ج: ص:  >  >>