لقوله عليه الصلاة والسلام:«الخيل معقود في نواصيها الخير»«١» . وربما صادف رجلا جوادا، وربما سافر لأن السفر مشتق من الفرس، فإذا كان حصانا تحصن من عدوه، وإن كان مهرا رزق ولدا جميلا، وإن كان اكديشا ربما عاش زمانا، وإن كان برذونا توسط حاله وعاش لا يستغني ولا يفتقر، وإن كان الفرس حجرا تزوج إن كان أعزب امرأة ذات جمال ومال ونسل، والأصيل شريف بالنسبة إلى غير الأصيل، وربما دلت الفرس على الدار الحسنة البناء. وقال ابن المقري:
من رأى أنه ركب فرسا أشهب، نال عزا ونصرا على العدا، لأنه من خيل الملائكة. والأدهم هم، والأغر المحجل علم وورع ودين، لقوله صلى الله عليه وسلم:«إنكم ستردون على يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء»«٢» . ومن ركب كميتا ربما شرب خمرا لأنه من أسمائها ومن ركب فرسا لغيره، نال منزلته أو عمل بسنته خصوصا إن كان مركوبا معروفا يليق به انتهى.
ومن رأى أنه يقود فرسا، فإنه يطلب خدمة رجل شريف، ولا خير في ركوب الفرس في غير محل الركوب كالسطح والحائط والحبس، وربما دل الفرس الخصي على خادم واعتبر بكل مركوب ما يليق فالسرج للفرس، والكور للجمل وكذلك المحمل والهودج والمحفة للبغال والبرادع للحمير، فمن ركب حيوانا بما لا يليق به من العدة، تكلف أو كلف غيره ما لا يطيق، والدابة بلا لجام ولا مقود امرأة زانية، لأنها كيفما أرادت مشت. وكذلك الفرس العائز، ومن رأى أنه يأكل لحم فرس نال ثناء حسنا واسما صالحا، وقيل إنه مرض لصفرته، ومن نازعه فرسه خرج عليه عبده وإن كان تاجرا خرج عليه شريكه، ومن الرؤيا المعبرة أن رجلا أتى ابن سيرين رحمة الله تعالى عليه، فقال: رأيت كأني راكب على فرس قوائمه من حديد، فقال له ابن سيرين رحمه الله: توقع الموت والله تعالى أعلم.
[فرس البحر:]
حيوان يوجد في نيل مصر، له ناصية كناصية الفرس، ورجلاه مشقوقتان كالبقر، وهو أفطس الوجه، له ذنب قصير، يشبه ذنب الخنزير، وصورته تشبه صورة الفرس، إلا أن وجهه أوسع وجلده غليظ جدا وهو يصعد إلى البر، فيرعى الزرع وربما قتل الإنسان وغيره.
[وحكمه]
: حل الأكل لأنه كالخيل المتوحشة التي تعدو في غالب أحيانها.
[الخواص]
: إذا أحرق جلده وخلط بدقيق كرسنة، وإلي به داء السرطان أبرأه في ثلاثة أيام.
ومرارته إذا تركت في الماء ثلاثين يوما ثم سحق واكتحل بها أربعة عشر يوما، أو أربعة وعشرين يوما بعسل لم تصبه النار، أذهبت الماء الأسود من العين. وسنة نافعة لوجع البطن، إذا علقت على من أشرف على الموت، من وجع المعدة من التخمة والامتلاء، يبرأ بإذن الله تعالى. وجلده إذا دفن في وسط قرية لم يقع فيها شيء من الآفات، وإذا أحرق وجعل على الورم أذهبه وسكن وجعه.
[التعبير]
: الفرس البحري في الرؤيا يدل على كذب وأمر لا يتم.
[فصل]
: والبحر في الرؤيا يعبر بملك وحبس لمن وقع فيه، ولم يمكنه الخروج منه وبرجل عالم