للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الفرانق:]

بضم الفاء الببر البريد وهو الذي ينذر بالأسد، وقد تقدم في باب الباء الموحدة.

[الفرفر:]

كهدهد طير من طيور الماء صغير الجثة على قدر الحمام.

[الفرفور:]

كعصفور طائر، قاله الجوهري ولعله الذي قبله.

[الفرع]

: بفتح الفاء والراء المهملة وبالعين المهملة في آخره أول نتاج البهيمة. ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا فرع ولا عتيرة» «١» . وذلك أنهم كانوا يذبحونه ولا يأكلونه رجاء البركة في الأم وكثرة نسلها. والعتيرة بفتح العين المهملة ذبيحة كانوا يذبحونها في اليوم الأول من شهر رجب ويسمونها الرجبية.

[الحكم]

: في كراهتهما وجهان الصحيح الذي نص عليه الشافعي واقتضته الأحاديث، أنهما لا يكرهان بل يستحبان. وروى أبو داود بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم «نهى عن معاقرة الأعراب» «٢» . وهي مفاخرتهم فإنهم كانوا يتفاخرون بأن يعقر كل واحد منهم عددا من إبله فأيهم كان عقره أكثر كان غالبا، فكره النبي صلى الله عليه وسلم لحمها لئلا يكون مما أهل به لغير الله تعالى.

وروى «٣» أبو داود أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم «نهى عن طعام المتبارين» .

[فائدة]

: حكى الإمام العلامة أبو الفرج الأصبهاني وغيره، أن الفرزدق الشاعر المشهور، واسمه همام بن غالب كما تقدم، كان أبوه غالب رئيس قومه، وأن أهل الكوفة أصابتهم مجاعة فعقر غالب أبو الفرزدق المذكور لأهله ناقة وصنع منها طعاما، وأهدى إلى قوم من بني تميم جفانا من ثريد، ووجه جفنة منها إلى سحيم بن وثيل الرياحي رئيس قومه وهو القائل «٤» :

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني

وقد تمثل بذلك الحجاج في خطبته يوم قدم الكوفة أميرا، فكفأها سحيم وضرب الذي أتى بها وقال: أنا مفتقر إلى طعام غالب إذ نحر هو ناقة نحرت أنا أخرى، فوقعت المعاقرة بينهما فعقر سحيم لأهله ناقة، فلما كان من الغد عقر لهم غالب ناقتين، فعقر سحيم لأهله ناقتين، فلما كان اليوم الثالث عقر غالب لأهله ثلاثا، فعقر سحيم لأهله ثلاثا، فلما كان اليوم الرابع عقر غالب مائة ناقة فلم يكن عند سحيم هذا القدر فلم يعقر شيئا، وأسرها في نفسه. فلما انقضت المجاعة ودخل الناس الكوفة، قال بنو رياح لسحيم: جررت علينا عار الدهر: هلا نحرت مثل ما نحر غالب، وكنا نعطيك مكان كل ناقة ناقتين، فاعتذر بأن إبله كانت غائبة. ثم عقر ثلاثمائة ناقة! وقال للناس: شأنكم والأكل وكان ذلك في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه، فاستفتي في حل الأكل منها فقضى بحرمتها. وقال: هذه ذبحت لغير مأكلة ولم يكن

<<  <  ج: ص:  >  >>