للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أصلحك الله قلّ ما بيدي ... فما أطيق العيال إذ كثروا

ألحّ دهر رمى بكلكله ... فأرسلوني إليك وانتظروا «١»

فقال: يا فلان ناقتي الفلانية وألف دينار، فدفعهما إليه وهو لا يعرفه. ومحاسن معن كثيرة، وتولى الولايات العظيمة، وتولى في آخر عمره سجستان، فبينما هو ذات يوم في داره والصناع يعملون بين يديه، اندس بينهم قوم من الخوارح فقتلوه وهو يحتجم وهربوا، فتبعهم ابن أخيه يزيد بن مزيد بن زائدة فقتلهم عن آخرهم. وكان قتله في سنة إحدى أو اثنتين أو ثمان وخمسين ومائة رحمه الله. ورثاه الشعراء بمراث كثيرة، فمن المراثي النادرة أبيات الحسن «٢» بن مطر الأزدي، وهي في الحماسة منها:

ألما على معن وقولا لقبره ... سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا «٣»

فيا قبر معن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البرّ والبحر مترعا

ويا قبر معن أنت أول حفرة ... من الأرض خطّت للمكارم مضجعا

بلى وقد وسعت الجود والجود ميت ... ولو كان حيا ضقت حتى تصدّعا

فتى عيش في معروفه بعد موته ... كما كان بعد السيل مجراه مربعا

ولما مضى معن مضى الجود وانقضى ... وأصبح عرنين المكارم أجدعا

[وحكمها]

: كالإبل.

[الأمثال]

: قالوا: «لا ناقتي «٤» فيها ولا جملي» وأصل المثل للحارث بن عبادة. وقيل: أول من قاله صدوف بنت حليس العذرية، وخبرها مشهور في الأمثال. ومما أنشد في ذلك قول «٥» الراعي:

وما هجرتك حتى قلت معلنة ... لا ناقة لي في هذا ولا جمل

وقال الطغرائي «٦» في لاميته:

فيم الإقامة بالزوراء لا سكني ... بها ولا ناقتي فيها ولا جملي

يضرب عند التبري من الظلم أو الإساءة وأطال فيه أصحاب الأمثال، وقالوا: «استنوق الجمل» «٧» أي صار ناقة، يضرب للرجل يكون في حديث أو صفة شيء ثم يخلطه بغيره. وينتقل

<<  <  ج: ص:  >  >>