للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الميداني، في قولهم «ألزق من القرنبى» «١» : إنها الجعل، وقال في موضع آخر: مثل الخنفس منقطة الظهر طويلة القوائم. وفي أدب الكاتب أنها أكبر من الخنفساء، قال الأخطل يصف جارية وبعلها:

ألا يا عباد الله قلبي متيم ... بأحسن من صلى وأقبحهم بعلا

ينام إذا نامت على عكناتها ... ويلثم فاها كالسلافة أو أحلى

يدبّ إلى أحشائها كلّ ليلة ... دبيب القرنبى بات يعلو نقا سهلا

قال الجاحظ: إنها تقتات الروث وتطلبه كما يطلبه الجعل.

[الأمثال]

: قالوا: «القرنبى في عين أمها حسناء» «٢» . وقالوا: «ألزق من قرنبى» لأن كل من بات بالصحراء، وكل من قام إلى الغائط تتبعه لأنها نوع من الجعل قال الشاعر:

ولا أطرق الجارات بالليل قابعا ... قبوع القرنبى أخلفته مجاحره

[القرهب:]

كثعلب، الثور المسن، قاله الجوهري رحمه الله تعالى وغيره.

[القزر:]

بكسر القاف وبالزاي نوع من السباع، قال «٣» الحطيئة، لما حبسه عمر رضي الله تعالى عنه:

ماذا تقول لأفراخ بذي مرح ... خمص الحواصل لا ماء ولا شجر

ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ... فاغفر عليك سلام الله يا عمر

أنت الإمام الذي من بعد صاحبه ... القى إليك مقاليد النّهى البشر

لم يؤثروك بها إذ قدّموك لها ... لكن لأنفسهم كانت لها الأثر

فامنن على صبية بالرمل مسكنهم ... بين الأباطح يغشاها بها القزر

أهلي فداؤك كم بيني وبينهم ... من عرض دوية ما يفنى بها الخبر

[القرم:]

الفحل الكريم من الإبل الذي يترك من الركوب والعمل، ويودع القحة، والجمع قروم، والقرم من الرجال السيد العظيم، المجرب للأمور، وعلى المثل من ذلك قال الشاعر:

إلى الملك القرم وابن الهمام ... وليث الكتيبة في المزدحم

عطف صفة على صفة، لشيء واحد، كقولك: جاءني الظريف والعاقل، وأنت تريد شخصا واحدا، روى مسلم والنسائي وأبو داود، من حديث ابن شهاب، أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث قال: اجتمع ربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب وقالا: لو بعثنا هذين الغلامين عبد المطلب بن ربيعة والفضل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلماه فأمرهما على هذه الصدقات، فأديا ما يؤدي الناس وأصابا مما أصاب الناس، فبينما هما في ذلك، إذ جاء علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، فوقف عليهما فذكرا له ذلك، فقال: لا تفعلا، فو الله ما هو بفاعل. وألقى علي رداءه

<<  <  ج: ص:  >  >>