أيضا: فإذا هو إياها، وهذا الوجه هو الذي أنكره سيبويه، لما سأله الكسائي، بحضرة يحيى بن خالد البرمكي، فقال له الكسائي: إن العرب ترفع كل ذلك وتنصبه، فقال له يحيى: قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما، فقال له الكسائي: هذه العرب ببابك قد سمع منهم أهل البلدين، فيحضرون ويسألون، فأحضروا وسئلوا فوافقوا الكسائي. فأمر يحيى لسيبويه بعشرة آلاف درهم. ورحل سيبويه من فوره إلى بلاد فارس فأقام بها حتى مات في سنة ثمانين ومائة، وله من العمر ثلاث وثلاثون سنة، وقيل اثنتان وثلاثون سنة.
ويقال: إن العرب علموا منزلة الكسائي عند الرشيد، فقالوا: القول قول الكسائي، ولم ينطقوا بالنصب وإن سيبويه قال ليحيى: مرهم أن ينطقوا بذلك، فإن ألسنتهم لا تطاوعهم على النطق به. وقد أشار إلى ذلك حازم في منظومته بقوله:
والعرب قد تحذف الأخبار بعد إذا ... إذا عنت فجأة الأمر الذي دهما
وربما نصبوا بالحال بعد إذا ... وربّما رفعوا من بعدها ربما
فإن توالى ضميران اكتسى بهما ... وجه الحقيقة من أشكاله عمما
لذلك أعيت على الأفهام مسألة ... أهدت إلى سيبويه الحتف والغمما
قد كانت العقرب العرجاء أحسبها ... قدما أشدّ من الزنبور وقع حما
وفي الجواب عليها هل إذا هو هي ... أو هل إذا هو إياها قد اختصما
فخطأ ابن زياد وابن حمزة في ... ما قال فيها أبا بشر وقد ظلما
وغاظ عمرا علي في حكومته ... يا ليته لم يكن في أمره حكما
كغيظ عمرو عليا في حكومته ... يا ليته لم يكن في أمره حكما «١»
وفجع ابن زياد كل منتخب ... من أهله إذا غدا منه يفيض دما
وأصبحت بعده الأنفاس باكية ... في كلّ طرس كدمع سحّ وانسجما
وليس يخلو امرؤ من حاسد أضم ... لولا التنافس في الدنيا لما أضما
والغبن في العلم أشجى محنة علمت ... وأترح الناس شجوا عالم هضما
[الحكم]
: يحرم أكل العقرب وبيعها، وتقتل في الحل والحرم، وإذا ماتت في مائع نجسته على المشهور. وقيل: لا تنجسه كالوزغة. ونقل الخطابي عن يحيى بن أبي كثير، أن العقرب إذا ماتت في الماء نجسته، ثم قال: وعامة أهل العلم على خلافه.
[الأمثال]
: قال الشاعر:
ومن لم يكن عقربا يتقى ... مشت بين أثوابه العقرب
وقالوا: «في النصح لسع العقارب» «٢» وقالوا: «أعدى من العقرب» «٣» ، وهو من العداوة.