ألا أيّها ذا اللائمي في خليقتي ... هل النفس فيما كان منك تلوم
فكيف ترى في عين صاحبك القذى ... وتنسى قذى عينيك وهو عظيم «١»
[الصارخ:]
الديك، روى البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، عن مسروق، قال: سألت عائشة رضي الله تعالى عنها عن عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: كان يحب الدائم. قال: قلت: أي حين كان صلى الله عليه وسلم يصلي؟ قالت: «كان إذا سمع الصارخ قام يصلي» «٢» . قال النووي: الصارخ هنا الديك، باتفاق العلماء، وسمي بذلك، لكثرة صياحه في الليل. قال أبو حامد، في الإحياء:
وهذا الوقت يكون سدس الليل فما دونه.
[الصافر:]
ويقال أيضا: الصفارية طائر معروف من أنواع العصافير، ومن شأنه أنه إذا أقبل الليل، يأخذ بغصن شجرة ويضم عليه رجليه، وينكس رأسه، ثم لا يزال يصيح حتى يطلع الفجر، ويظهر النور. قال القزويني: إنما يصيح خوفا من السماء أن تقع عليه. وقال غيره:
الصافر التنوط الذي تقدم في باب التاء المثناة فوق، وأنه إن كان له وكر جعله كالخريطة، وإن لم يكن له وكر، شرع يتعلق بالأغصان كما ذكرنا.
[وحكمه]
: حل الأكل لأنه من أنواع العصافير.
[الأمثال]
: قالوا: «أجبن وأحير من صافر» «٣» . وأما قولهم: «ما في الدار صافر «٤» » ، فقال أبو عبيدة والأصمعي: معناه مفعول به، كما قيل: ماء دافق، وسر كاتم، أي مدفوق ومكتوم. وقال غيرهما: ما بها أحد يصفر.
[التعبير]
: الصافر تدل رؤيته على الحيرة والاختفاء والركون إلى ذوي الأقدار، خوف العدو، لأنه يقال في المثل: «أحير من صافر» ، كما تقدم.
[الصدف:]
من حيوانات البحر، وفي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: إذا أمطرت السماء فتحت الصدف أفواهها، وهو غلاف اللؤلؤ، الواحدة صدفة. والصوادف الإبل التي تأتي والإبل على الحوض، فتقف عند أعجازها تنتظر انصراف الشاربة، لتدخل هي. ومنه قول الراجز:
الناظرات العقب الصوادف
ومن خواص اللؤلؤ، أنه يذهب الخفقان ويزيل داء المرة السوداء، ويصفي دم القلب والكبد، ويجلو البصر، ولهذا يجعل في الأكحال. وإذا حل حتى يصير ماء رجراجا وطلي به البهق أذهبه من أول طلية لا غير.
[وأما رؤيته في المنام]
، فهو على وجوه كثيرة: فإنه يدل على غلمان وجوار وولدان، ومال وكلام حسن، فمن رأى أنه يثقب لؤلؤا ثقبا مستويا، فإنه يفسر القرآن صوابا، ومن رأى اللؤلؤ بيده