العابدين فيزوره، وأن عليا كان يجيء مع أبيه الحسين فيزوره، وكان الحسين أعلمهم بمكان القبر. فأمر الرشيد أن يحجر الموضع، فكان أول أساس وضع فيه، ثم تزايدت الأبنية فيه، في أيام السامانية، وبني حمدان وتفاقم في أيام الديلم أي أيام بني بويه. قال: وعضد الدولة هو الذي أظهر قبر علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وعمر المشهد هناك وأوصى أن يدفن فيه، وللناس في هذا القبر اختلاف متباين حتى قيل إنه قبر المغيرة بن شعبة الثقفي رضي الله تعالى عنه. وأصح ما قيل إنه مدفون بقصر الإمارة بالكوفة انتهى.
قلت: وعلي رضي الله تعالى عنه لا يعرف قبره على الحقيقة.
وعضد الدولة اسمه فناخسر وأبو شجاع بن ركن الدولة أبي علي الحسن بن بويه الديلمي.
وكان عضد الدولة أعظم بني بويه مملكة دانت له العباد والبلاد، وأطاعه كل صعب القياد، وهو أول من خوطب بالملك في الإسلام كما تقدم، وأول من خطب له على المنابر ببغداد بعد الخليفة، ويلقب بتاج الملة أيضا وكان محبا للعلوم وأهلها، وكان يحسن إليهم ويجلس معهم، ويفاوضهم في المسائل، فقصده العلماء والشعراء من كل بلد، وصنفوا له الكتب وامتدحوه وقد تقدم ذكر وفاته «١» في باب الهمزة في لفظ الأوز.
[الحكم]
: يحرم أكله لأنه ذو ناب فأشبه الأسد لكنه يجوز بيعه للصيد به ولا خلاف في جواز إجارته.
[الأمثال]
: قالوا: «أثقل رأسا من الفهد»«٢» و «أنوم «٣» من فهد، وأوثب «٤» من فهد، وأكسب «٥» من فهد» وذلك أن الفهود الهرمة التي تعجز عن الصيد لأنفسها تجتمع على فهد فتي، فيصيد لها في كل يوم شبعها.
[الخواص]
: أكل لحمه يورث حدة الذهن وقوة البدن، ومن سقي من دمه غلبت عليه البلاهة، وبرثنه إذا ترك في موضع هرب منه الفأر. وقال صاحب عين الخواص: قرأت في بعض الكتب، أن بول الفهد إذا تحملت به امرأة لم تحبل، وربما تصير عاقرا.
[التعبير]
: الفهد في المنام عدو مذبذب، لا يظهر العداوة ولا الصداقة، فمن نازعه نازع إنسانا كذلك. وقال ابن المقري: إن رؤيته تدل على العز والرفعة والدلال مع الصخب والعياط، وربما دل على ما يدل عليه الجارح من الوحش والله تعالى أعلم.
[الفور:]
بالضم الظباء وهو جمع لا واحد له من لفظه، يقال «٦» : «لا أفعل كذا ما لألأت بأذنابها» أي حركتها، ويروى ما لألأت العفر بأذنابها وهي الظباء أيضا.
[الفولع:]
طائر أحمر الرجلين كأن رأسه شيب مصبوغ، ومنها ما يكون أسود الرأس وسائر خلقه أغبر حكاه ابن سيده.