رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى يدي صرد، فقال صلى الله عليه وسلم: هذا أول طير صام، ويروى أنه أول طير صام يوم عاشوراء. وكذلك أخرجه الحافظ أبو موسى. والحديث مثل اسمه غليظ، قال الحاكم: وهو من الأحاديث التي وضعها قتلة الحسين رضي الله عنه، رواه عبد الله بن معاوية بن موسى عن أبي غليظ قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى يدي صرد، فقال: هذا أول طائر صام عاشوراء. وهو حديث باطل رواته مجهولون.
[فائدة]
: قيل: لما خرج ابراهيم صلى الله عليه وسلم من الشأم، لبناء البيت، كانت السكينة معه والصرد، فكان الصرد دليله على الموضع، والسكينة بمقداره، فلما صار إلى موضع البيت، وقفت السكينة في موضع البيت، ونادت ابن يا ابراهيم على مقدار ظلي. قال جماعة من المفسرين: إن الله تعالى خلق موضع البيت قبل خلق الأرض بألفي عام فكان زبدة بيضاء على الماء، فدحيت الأرض من تحتها، فلما أهبط الله تعالى آدم إلى الأرض، استوحش، فشكا إلى الله تعالى، فأنزل الله تعالى له البيت المعمور، وهو ياقوتة من يواقيت الجنة، له بابان من زبرجد أخضر، باب شرقي وباب غربي، فوضع على موضع البيت، وقال: يا آدم إني أهبطت إليك بيتا تطوف به، كما يطاف حول عرشي، وتصلي عنده كما يصلى عند عرشي، وأنزل الحجر الأسود، وكان بياضه أشد من اللبن، فاسود من لمس الحيض في الجاهلية، فتوجه آدم من أرض الهند إلى مكة ماشيا، وقيض الله له ملكا يدله على البيت، فحج آدم البيت وأقام المناسك، فلما فرغ تلقته الملائكة وقالوا: بر حجك يا آدم، لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام.
وروي أن آدم عليه السلام حج أربعين حجة من الهند إلى مكة ماشيا وكان البيت على ذلك إلى أيام الطوفان، فرفعه الله إلى السماء الرابعة، وبعث جبريل عليه السلام فخبأ الحجر الأسود في جبل أبي قبيس صيانة له من الغرق، فكان موضع البيت خاليا إلى زمن ابراهيم عليه الصلاة والسلام.
ثم إن الله تعالى أمر ابراهيم بعدما ولد له اسماعيل عليه الصلاة والسلام ببناء بيت يذكر فيه، فسأل الله أن يبين له موضعه، فبعث الله السكينة لتدله على موضع البيت، وهي ريح خجوج لها رأسان، شبه الحية، وقيل: الخجوج الريح الشديدة الهفافة البراقة، لها رأس كرأس الهرة وذنب كذنبها، ولها جناحان من در وزبرجد، وعينان لهما شعاع، وقال علي رضي الله عنه:
هي ريح خجوج هفافة لها رأسان، ووجه كوجه الانسان، أمر إبراهيم عليه السلام أن يبني حيث تستقر السكينة، فتبعها إبراهيم حتى أتيا مكة فتطوقت السكينة على موضع البيت، كتطوق الحية.
قاله علي والحسن رضي الله عنهما، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: بعث الله سحابة على قدر الكعبة فجعلت تسير وإبراهيم عليه السلام يمشي في ظلها، إلى أن وافت به مكة المشرفة، ووقفت عند البيت المعظم، فنودي منها إبراهيم عليه السلام: ابن على ظلها ولا تزد ولا تنقص.
وقيل: أرسل الله جبريل عليه السلام فدله على موضع البيت، وقيل كان دليله الصرد، كما تقدم. فكان ابراهيم يبني، واسماعيل يناوله الحجارة، فبناه من خمسة أجبل: طور سينا وطور زيتا ولبنان، وهي جبال بالشام، والجودي، وهو جبل بالجزيرة، وبنيا القواعد من حراء، وهو جبل بمكة،