وقال القزويني والرافعي: من شرب مثقالين من حب الأترج، بعد دقه ناعما، أبرأ ذلك من لسعة العقرب والحية وغيرهما من ذوات السموم، وهو عجيب مجرب. وفي عجائب المخلوقات، أنه إذا علق شيء من عروق شجرة الزيتون، على من لسعته العقرب برىء من وقته، وشجر الرمان إذا بخر بحطبه طردها، وشحم الماعز والسمن البقري والزرنيخ الأصفر، وحافر الحمار، والكبريت، ورش البيت بالماء المنقوع فيه الحلتيت، ووضع قشور الفجل في البيت، كل ذلك يطردها وهو عجيب أيضا مجرب. ذكر ذلك في المنتخب، وفي الموجز الفجل المشدوخ وعصارته، إذا أمسكت وورقه والباذروج يطردها، وإن وضع الفجل المقطوع على جحرها لم تجرأ على الخروج، وفيها أن تفل الصائم يقتل الحيات والعقارب.
وفي المنتخب أن تفل الحار المزاج، يفعل مثل ذلك، ورؤية السها تؤمن من لسعة العقرب والسارق، وقد ذكر ذلك الرئيس أبو علي بن سينا في أرجوزته. وقيل: إنها لابن شيخ حطين، وهي تشتمل على خواص مجربة وأسرار من علم الطب فلنأت بها بكمالها لتتم الفائدة وهي هذه:
بدأت بسم الله في نظم حسن ... أذكر ما جربت في طول الزمن
ما هو بالطبع وبالخواص ... لكلّ عامّ ولكلّ خاص
في شوكة العقرب نجم توأم ... تراه عين من يراه يعلم
إذا تراآه امرآن اصطحبا ... واتفقا وذا وذا تحابيا
لا سيّما إن قيل ذا محبب ... بعض لبعض كوكبان كوكب
وتوأم نجمان في سعد بلع ... رؤيته لكلّ ودّ قد جمع
ومثله أيضا لسعد الذابح ... رؤيته لكلّ ود صالح
تخبر من شئت به فيعجب ... ثم يقول كوكبان كوكب
فينشأ الود بإذن الله ... بينهما فلا تكن باللاهي
كف الخضيب فرقة إلى الأبد ... لكائن من كان من كلّ أحد
ينظره الإنسان أو جماعه ... يفترقوا إلى قيام الساعه
نجم السّها مأمنة من سارق ... ومن سموم عقرب وطارق
ومن رأى عشية نجم السّها ... لم تدن منه عقرب يمسها
وقيل لا يدنو إليه سارق ... في سفر ولا بسوء طارق
الطخ على الحزاز دهن القمح ... مع وسخ الأسنان بعد المسح
فإنه يذهب منها سعيها ... كالنار فيها ثم يوري نقيها
أكو رؤوس كل ثؤلول يرى ... بعودتين قد حرقت أخضرا
ومثله رؤوس قش الحلبه ... تذهب بالثؤلول منه الرعبه
تخطيطك الأظفار بعد الصبح ... بكزلك عرضا مزيل القلح «١»