للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ارتفاعها وصعوبتها. كما قال دريد «١» بن الصمة يرثي أخاه عبد الله:

كميش الإزار خارج نصف ساقه ... بعيد من السوآت طلاع أنجد «٢»

والنجد ما ارتفع من الأرض وقوله: إني لأرى رؤوسا، قد أينعت، يريد أدركت يقال أينعت الثمرة إيناعا وينعت ينعا وينعا ويقرأ انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه وينعه، وكلاهما جائز قال أبو عبيدة وهذا الشعر مختلف فيه فبعضهم ينسبه إلى الأحوص «٣» وبعضهم إلى يزيد بن معاوية «٤» وهو:

ولها بالماطرون إذا ... أكل النمل الذي جمعا

حرقة حتى إذا ارتفعت ... سكنت من جلق نبعا

في قباب عند دسكرة ... حولها الزيتون قد ينعا

وقوله: هذا أوان الشر فاشتدي زيم، يعني فرسا أو ناقة، والشعر للحطيم القيسي. وقوله:

قد لفها الليل بسواق حطم. الحطم الذي لا يبقي من الخبز شيئا، يقال: رجل حطم إذا كان يأتي على الزاد لشدة أكله. ويقال للنار التي لا تبقي على شيء حطمة. وقوله: على ظهر وضم الوضم كل ما قطع عليه اللحم قال الشاعر:

وفتيان صدق حسان الوجوه ... لا يجدون لشيء ألم

من آل المغيرة لا يشهدو ... ن عند المجازر لحم الوضم

وقوله قد لفها الليل بعصلبي: أي شديد أروع أي ذكي. وقوله خراج من الدوي: يقول خراج عن كل غماء وشدة، ويقال للصحراء دوية وهي التي تنسب للدو، والدو صحراء ملساء لا علم بها ولا إمارة قال الحطيئة «٥» :

وأني اهتدت والدو بيني وبينها ... وما خلت ساري الدو بالليل يهتدي «٦»

والداوية الفلاة المتسعة التي يسمع لها دوي بالليل، وإنما ذلك الدوي من أخفاف الإبل تنفسخ أصواتها فيها وجهلة الأعراب تقول: إن ذلك عزيف الجن. وقوله: والقوس فيها وترعردّ أي شديد ويقال عرند. وقوله: إني والله ما يقعقع لي بالشنان واحدها شن. وهي الجلد اليابس فإذا

<<  <  ج: ص:  >  >>