الشعو وأم طبلة وأم لوح وأم الهيثم. والعرب تسمى العقاب الكاسر، ويقال لها الخدارية للونها، وهي مؤنثة اللفظ. وقيل: العقاب يقع على الذكر والأنثى. وتمييزه باسم الإشارة. وقال في الكامل: العقاب سيد الطيور والنسر عريفها. والعقاب، قال ابن ظفر: حاد البصر، ولذلك قالت العرب «أبصر من عقاب» «١» . والأنثى منه تسمى لقوة.
قال البطليوسي، في الشرح: قال الخليل: اللّقوة واللّقوة بالفتح والكسر العقاب السريعة الطيران انتهى. وتسمى العقاب عنقاء مغرب لأنها تأتي من مكان بعيد، وليس هو العنقاء الآتي ذكرها، وبهذا فسر قول أبي العلاء المعري «٢» :
أرى العنقاء تكبر أن تصادا ... فعاند من تطيق له عنادا «٣»
وظنّ بسائر الاخوان شرا ... ولا تأمن على سرّ فؤادا
فلو خبرتهم الجوزاء خبري ... لما طلعت مخافة أن تصادا
وكم عين تؤمل أن تراني ... وتفقد عند رؤيتي السوادا
وله من قصيدة قد أبدع فيها «٤» :
فإن كنت تهوى العيش فابغ توسطا ... فعند التناهي يقصر المتطاول
توافي البدور النقص وهي أهلة ... ويدركها النقصان وهي كوامل
وفي المعنى لابن العفيف التلمساني «٥» :
أيسعدني يا طلعة البدر طالع ... ومن شقوتي خط بخديك نازل
نعم قد تناهى في الجفاء تطاولا ... وعند التناهي يقصر المتطاول
وتقدم أن العقاب، إذا صاحت، تقول: في البعد عن الناس راحة. وهي نوعان عقاب، وزمج فأما العقاب فمنها السود والخوخية والسفع والأبيض والأشقر، ومنها ما يأوي الجبال وما يأوي الصحاري وما يأوي الغياض وما يأوي حول المدن، ويقال: إن ذكورها من طير لطيف الجرم لا يساوي شيئا. وقال ابن خلكان، في آخر ترجمة العماد الكاتب: ويقال إن العقاب جميعه أنثى، وأن الذي يسافده طير آخر من غير جنسه، وقيل: إن الثعلب يسافده. قال: وهذا من العجائب.
ولا بن عنين «٦» الشاعر في هجو شخص يقال له ابن سيده:
ما أنت إلا كالعقاب فأمّه ... معروفة وله أب مجهول