وغراب الزرع والأورق. وهذا الصنف يحكي جميع ما يسمعه. والغراب الأعصم عزيز الوجود.
قالت «١» العرب: «أعز من الغراب الأعصم» .
وقال صلى الله عليه وسلم:«مثل المرأة الصالحة في النساء، كمثل الغراب الأعصم في مائة غراب» . رواه الطبراني من حديث أبي أمامة.
وفي رواية ابن أبي شيبة، قيل: يا رسول الله وما الغراب الأعصم؟ قال:«الذي إحدى رجليه بيضاء» . وروى الإمام أحمد والحاكم في مستدركه، عن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران، فإذا بغربان كثيرة، فيها غراب أعصم أحمر المنقار والرجلين، فقال صلى الله عليه وسلم:«لا يدخل الجنة من النساء إلا مثل هذا الغراب، في هذه الغربان»«٢» وإسناده صحيح. وهو في السنن الكبرى للنسائي. قال في الإحياء: الأعصم أبيض البطن. وقال غيره: الأعصم أبيض الجناحين. وقيل: أبيض الرجلين أراد عليه الصلاة والسلام قلة الصالحة في النساء، وقلة من يدخل الجنة منهن، لأن هذا الوصف في الغربان عزيز قليل.
وفي وصية لقمان لابنه: يا بني اتق المرأة، فإنها تشيبك قبل المشيب، واتق شرار النساء فإنهن لا يدعون إلى خير، وكن من خيارهن على حذر. وقال الحسن: والله ما أصبح رجل يطيع امرأته فيما تهوى إلا كبه الله في النار. وقال عمر رضي الله تعالى عنه: خالفوا النساء، فإن في خلافهن البركة. وقد قيل: شاوروهن وخالفوهن. وفي السيرة، في قصة حفر زمزم لما رأى عبد المطلب قائلا يقول له: احفر طيبة، قال: وما طيبة؟ قال: زمزم. قال: وما علامتها؟ قال: بين الفرث والدم، عند نقرة الغراب الأعصم. قال السهيلي: في ذلك إشارة إلى أن الذي يهدم الكعبة صفته كصفة الغراب، وهو ذو السويقتين. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «٣» : «يخرب الكعبة ذو السويقتين رجل من الحبشة» . وفي البخاري، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال «٤» : «كأني به أسود أفحج، يقلعها حجرا حجرا» . وفي حديث حذيفة الطويل، «كأني بحبشي أفحج الساقين، أزرق العينين، أفطس الأنف، كبير البطن، وأصحابه ينقضونها حجرا حجرا، ويتناولونها حتى يرموا بها إلى البحر» . يعني الكعبة.
ذكره أبو الفرج ابن الجوزي، وذكر الحليمي أن هذا يكون في زمن عيسى عليه السلام. وفي الحديث:«استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يرفع فقد هدم مرتين ويرفع في الثالثة» .
وغراب الليل، قال الجاحظ: هو غراب ترك أخلاق الغربان، وتشبه بأخلاق البوم، فهو من طير الليل. وسمعت بعض الثقات يقول: إن هذا الغراب يشاهد كثيرا في الليل. وقال ارسطاطاليس، في النعوت: الغربان أربعة أجناس، أسود حالك، وأبلق ومطرف ببياض لطيف الجرم يأكل الحب، وأسود طاوسي براق الريش، ورجلاه كلون المرجان، يعرف بالزاغ، وفي