للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم «شهادة خزيمة بشهادة رجلين» . أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم.

وفي رواية في الحديث «هل حضرتنا يا خزيمة» ؟ قال: لا. قال: «فكيف تشهد بذلك» ؟

فقال خزيمة: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أصدقك على أخبار السماء، وما يكون في غد ولا أصدقك في ابتياعك هذا الفرس! فقال عليه الصلاة والسلام: «إنك لذو الشاهدتين يا خزيمة» .

وفي رواية صحيحة عند الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه» . وقال السهيلي: وفي مسند الحارث زيادة، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم رد الفرس على ذلك الأعرابي، وقال: «لا بارك الله لك فيها» . فأصبحت من الغد شائلة برجليها، أي ماتت.

ومن أغرب ما اتفق لخزيمة رضي الله تعالى عنه، ما رواه «١» الإمام أحمد من عدة طرق، برجال ثقات أنه رأى في النوم أنه سجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر له ذلك، فاضطجع له النبي صلى الله عليه وسلم فسجد خزيمة على جبهته.

وفي مسند الإمام أحمد، عن روح بن زنباع أنه روى عن تميم الداري رضي الله تعالى عنه، أنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال «٢» : «من نقى لفرسه شعيرا ثم جاء حتى يعلفه كتب الله له بكل شعيرة حسنة» . ورواه ابن ماجه بمعناه.

وفي كتب الغريب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل يحب الرجل القوي المبدي المعيد على الفرس» . أي المبدي المعيد الذي أبدي في غزوه وأعاد، فغزا مرة بعد مرة، أي جرب الأمور طورا بعد طور. والفرس المبدي المعيد الذي غزا عليه صاحبه مرة بعد أخرى، وقيل: هو الذي قد ريض وأدب وصار طوع راكبه. وفي الصحيح «٣» أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب فرسا معرورا لأبي طلحة، وقال: «إن وجدناه لبحرا» . وفي الفائق، أن أهل المدينة فزعوا مرة فركب صلى الله عليه وسلم فرسا مقرفا وركض في آثارهم، فلما رجع قال: «إن وجدناه لبحرا» . قال حماد بن سلمة: كان هذا الفرس بطيئا. فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا القول، صار سابقا لا يلحق.

وروى النسائي والطبراني من حديث عبد الله بن أبي الجعد أخي سالم بن أبي الجعد، عن جعيل الأشجعي رضي الله تعالى عنه، قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته، وأنا على فرس عجفاء، فكنت في آخر الناس، فلحقني النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «سر يا صاحب الفرس» ، فقلت: يا رسول الله إنها فرس عجفاء ضعيفة، قال: فرفع صلى الله عليه وسلم مخفقة كانت معه فضربها بها، وقال: «اللهم بارك فيها» . فلقد رأيتني ما أملك رأسها حتى صرت قدام القوم، ولقد بعت من بطنها باثني عشر ألفا.

وروي عن خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه، أنه كان لا يركب في القتال إلا الإناث لقلة صهيلها. قال ابن محيريز: كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يستحبون ذكور الخيل عند الصفوف، وإناث الخيل عند البيات والغارات.

<<  <  ج: ص:  >  >>