للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجميلة على سماطي الطريق العمومي في شرقيّ البلد.

وكان المترجم له يستدعى إلى أمن الدولة أكثر من مرة، ثم إنه سجن شهورا أو سنوات في أواخر الستينات، وأفرج عنه. وكان يصدر ويشرف على مجلة بعنوان «السلام»، وربما كان صدورها من مدينة القامشلي. وقد وقفت على عدد منها وأنا فتى يانع، وكان بحوزتي، ثم لم أعرف مصيره.

وأذكر أن موضوعاته كانت تنحى المنحى الاشتراكي، فكنت أستغرب كيف أن الرجل نكب به وبأسرته لأنهم إقطاعيون، ثم إنه يدعو إلى النظام الاشتراكي؟ !

وكان رجلا نحيفا، طويلا، ذا حاجبين كثيفين، فيه عبوسة المهابة.

وكان أمام بيته «مضافة» كبيرة على مرتفع، فكان «سيد» المجلس، ويحضر عنده ناس من جماعته وآخرون، وبقيت حتى السبعينات الميلادية، ثم هجرت.

وكان لا يحضر جمعة ولا جماعة.

وممن تعرفت على أولاده الأستاذ كيمور، وكان يدرّس مادة التاريخ، فدرّسنا معا في بلدة القحطانية مدة أشهر، ثم طرد كلانا من التدريس، لأسباب طويلة ومتباينة!

قلت: وإنما أوردت ترجمته بمناسبة إصداره مجلة «السلام»، ورأيت عددا منها- كما ذكرت- وأظن أنه كان لعام ١٣٧٦ هـ (١٩٥٦ م) وكان من الحجم الصغير. وما كنت أعرف أنه كان يكتب موضوعات بالعربية، فلربما كان ذلك بمساعدة جماعته وأنصاره، ولكن تحت إشرافه ..

جميل داود نمّور (١٣٥٦ - ١٤٠٦ هـ- ١٩٣٧ - ١٩٨٦ م)

أكاديمي متميّز، باحث فلسفي.

ولد في بعقلين وتلقى دروسه الأولية فيها، ثم أنهى دراسته الثانوية في الجامعة الأمريكية سنة ١٩٥٦، وتولى تدريس اللغة العربية والأدب العربي في الانترناشيونال كولدج (١٩٥٧ - ١٩٥٨)، مع كبار رجال الاختصاص وهو لم يبلغ العشرين من العمر، فكان أصغر أستاذ في تاريخ الأنترناشيونال كولدج، فلبث هناك قرابة سنتين، وأصدر هناك مجلة «صوت الشباب» الطالبية، ثم انتقلت كتاباته إلى مجلة «الحكمة» و «الأديب» شعرا ونثرا ونقدا، سافر بعدها إلى إفريقيا، ثم إلى الولايات المتحدة، والتحق هناك بجامعة أوريغون، فأحرز فيها الإجازة في الفلسفة، ثم الماجستير، ثم الدكتوراه سنة ١٩٦٩.

جميل داود نمّور

ودخل جامعة ساكرمنتو في ولاية كاليفورنيا، فأصبح فيها رئيسا لدائرة الفلسفة واستاذا فيها، ثم رئيسا للأكاديمية العلمية في ساكرمنتو، وقد تعددت الموضوعات الفلسفية التي تولى تدريسها، إلا أن اهتمامه استقر على فنكنشتاين وفلسفة اللغة، ومن هنا تولى إدارة «مشروع التفكير الناقد» الذي اعتمدته الجامعة أساسا لإكساب طلبتها المهارة في الدقة والوضوح والتناسق في التفكير، وتقديرا لاهتمامه بالتعليم الجامعي منحتهالجامعة جائزة «الخدمة الاستثنائية المميزة»، وأدرج اسمه في «دليل العلماء الأميركيين»، وفي «دليل العلماء العالميين» سنة ١٩٧٩ (١).

جميل الرحمن بن عبد المنان (١٣٥٣ - ١٤١٢ هـ- ١٩٣٤ - ١٩٩١ م)

الشيخ السلفي، أمير جماعة الدعوة إلى القرآن والسنة.

ولد بقرية ننجلام بوادي بيج من محافظة كنر بأفغانستان، وتلقى علومه الدينية في بلده وفي باكستان، وبعد ذلك بدأ دعوته السلفية، وكان من السباقين إلى مقارعة الحكومات الشيوعية، وفي عهد محمد داود أمرت الحكومة بالقبض عليه، وتتابعت الحملات على قريته، ففرّ إلى الجبال ومعه تلاميذه وأبناء إخوته. وبعد ذلك هاجر إلى باكستان، وأسس جماعة الدعوة إلى القرآن والسنة. وكانت له جهود طيبة في تأسيس المدارس في أوساط المهاجرين الأفغان والمناطق المحررة.

وكان الشيخ عضوا في الحزب الإسلامي، ثم انفصل عنه وكون جماعة له. وقد دمرت قريته «ننجلام» تدميرا كاملا من جراء قصف الشيوعيين.

وكان يرى أحقية جماعته في إدارة ولايته، وأعلنت حكمها الفعلي للولاية وسلطتها الكاملة، وتسميته الولاية باسم «إمارة كنر الإسلامية». وبينما كانت جهود المصالحة تبذل، اغتيل الشيخ بتاريخ ٢٠ صفر، الموافق ٣٠ آب (أغسطس) (٢).

جميل سعيد (٠٠٠ - ١٤١١ هـ- ٠٠٠ - ١٩٩٠ م)

أديب، باحث لغوي، محقق، أكاديمي.

ولد في «عانة» بالعراق، وحصل على الإجازة الأولى من الجامعة المصرية سنة ١٩٤٣، والماجستير عن رسالته «تطور الخمريات في الشعر العربي»، والدكتوراه عن «الوصف في الشعر العراقي» سنة ١٩٤٧.


(١) معجم أعلام الدروز ٢/ ٤٩٧ - ٤٩٨.
(٢) البيان ع ٤٣ (ربيع الأول ١٤١٢ هـ) ص ٧٥ - ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>