تابع حرف العين
[عبد الله إبراهيم الأنصاري]
(١٣٤٠ - ١٤١٠ هـ- ١٩٢١ - ١٩٨٩ م) عالم، باحث، داعية، محقق، محسن.
ولد في مدينة الحوز بقطر، وتلقى العلم في بداية حياته على يد والده، حيث حفظ القرآن الكريم في الثانية عشرة من عمره، ثم درس على يده مجموعة من كتب الفقه .. ثم انتقل إلى مدينة الأحساء وبقي فيها ثلاث سنوات يدرس على أيدي علمائها، ثم اتجه إلى مكة المكرمة وتلقى دراسات في الفقه والأصول والحديث والتفسير على أيدي كبار علماء الحرم الشريف .. وكان ممن درس في المدرسة الصولتية.
أسس إدارة الشؤون الدينية التي سميت فيما بعد بإدارة إحياء التراث الإسلامي، وقد تولى إدارتها بنفسه، وزودها بكافة الوسائل الحديثة للتحقيق والدراسة، وقد تبنتها الحكومة كمؤسسة علمية ذات طابع علمي كبير.
وكان عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وعضو المجلس الأعلى للمساجد، وعضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في إسلام آباد بباكستان، وعضو الهيئة التأسيسية للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وعضو مجلس إدارتها ..
وغيرها من المحافل الإسلامية المتعددة ..
الشيخ عبد الله إبراهيم الأنصاري
وقد قدم خدمات جليلة للمسلمين وللدعوة الإسلامية عن طريق طبع المصحف الشريف والمراجع المختلفة في العلوم الإسلامية في التفسر والحديث والفقه والأصول والعقيدة وكتب الفكر الإسلامي .. وبخاصة السيرة النبوية. كما أن له خدمات لا تنسى في مجال التعليم والتربية بقطر .. ونشاطات دينية وجولات دعوية في أنحاء العالم للحضور في المؤتمرات والندوات والاجتماعات التي كانت تعقد على المستوى العالمي ..
وكان المؤتمر العالمي للسيرة والسنة النبوية الذي عقد في الدوحة في محرم ١٤٠٠ هـ نتيجة لمجهوداته ... وقد تلا ذلك مؤتمرات عالمية للسيرة والسنة.
لقد نذر كل وقته وماله وجهده للعمل الخيري الإسلامي، وكان حريصا على دعم ومساندة أي عمل خيري يرفع الظلم والفاقة عن إخوانه المسلمين في شتى بقاع العالم، وكان مثالا يحتذى لرجل الدعوة الذي ظل يجاهد في سبيل الحق والخير ونشر دعوة الإسلام، وإغاثة الملهوف، ورعاية اليتيم، وكساء العاري، وتعليم الجاهل، حتى آخر لحظة من حياته، فكان رحمه الله لا يتوانى رغم كبر سنه وضعف صحته عن حضور المؤتمرات والندوات والاجتماعات التي من شأنها أن تعزز مسيرة العمل الخيري في داخل العالم الإسلامي وخارجه.
وكانت له مواقف شجاعة في نصرة الإسلام والدفاع عنه وتعزيز مسيرة الجهاد في كل بقعة من أرض الإسلام. فقد وقف إلى جانب الجهادالإسلامي في أفغانستان منذ أن انطلقت رصاصته الأولى، يغذيه بالمال والجهد والوقت، كما وقف إلى جانب الانتفاضة الفلسطينية الباسلة، وكل همه أن يتحرر الأقصى ويرفرف عليه راية الإسلام.
وكان ينبه إلى أن المسلمين قصروا في مجال الدعوة إلى الله عز وجل يوم حصروا مهمة الدعوة في أشخاص احترفوا الدعوة وتخصصوا فيها ووقفوا جهودهم عليها، ويدعو إلى تصحيح هذا، فعلى المسلمين جميعا أن يكونوا دعاة في مجالات عملهم المختلفة.
ويدعو إلى ضرورة أن يعمل كل داعية إلى تكييف أساليبه ووسائله وفقا لحاجة المجتمع الذي يمارس فيه نشاطه حتى لا يصطدم بالمدعوين.
ويطلب منهم أن يتزودوا بما يعينهم في أداء رسالتهم الإسلامية، وأن يدرسوا الفرق والتيارات والفلسفات الأخرى دراسة واعية، والسبب الذي جعلها تكسب مساحات من الأرض، وتستولي على آلاف العقول ..