للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في رفاعة استقبل استقبال الأبطال، ولكنه حجب نفسه عن الدنيا لعامين، وحفظ القرآن. ثم خرج للناس وقرأ الصحف، ورجع إلى الخرطوم، فافتتح مكتبا للهندسة في عمارة ابن عوف، وأنشأ صحيفة الجمهورية التي أشرف عليها الكاتب جعفر السوري.

وقبض عليه مرة أخرى، وسجن سنتين بواد مدني، وحاولت السلطات الاستعمارية أن تطلق سراحه، ولكنه رفض حتى أتمّ المدة! .

وقد أسقط عن نفسه الصلاة! ولكنه نادى أتباعه بإقامة قواعد الإسلام.

وهو يتأول في تفسير القرآن الكريم، ويرى الآيات المكية هي الأساس للشرع، وأن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يتمكن في مكة من تعليم المسلمين لأسس هذه الآيات (١) .. ونستغفر الله من هذا القول.

نفّذ فيه حكم الإعدام- لادّعائه النبوة وخروجه عن الإسلام- بعد أن أمهل ثلاثة أيام للتوبة والرجوع عن كفره وضلاله، فلم يتب- وذلك بتاريخ ٢٧ ربيع الآخر، الموافق للثامن من كانون الثاني (يناير) بساحة العدالة بسجن كوبر من مدينة الخرطوم بحري.

وقد بيّن ضلاله وحقيقة دعوته محمد نجيب المطيعي في كتاب بعنوان: حقيقة محمود محمد طه، أو، الرسالة الكاذبة.- د. م. د. ن، ١٤٠٦ هـ، ٣٦١ ص.- (في ركب الرسالات الزائفة).

كما صدر كتاب عن تفاصيل محاكمته وتنفيذ الحد الشرعي فيه بعنوان: الردة ومحاكمة محمود محمد طه/ المكاشفي طه الكباشي.- الخرطوم: دار الفكر، ١٤٠٨ هـ، ٣٠٩ ص.

ومما ألّف فيه أيضا:

- الميزان بين محمود محمد طه والأمانة العامة للشؤون الدينية/ بتول مختار وآخرون.- الخرطوم: مطبعة الشعب، ١٣٩٤ هـ.

- موقف الجمهوريين من السنة النبوية/ شوقي بشير.- مكة المكرمة: رابطة العالم الإسلامي، ١٤٠٨ هـ.- (دعوة الحق؛ ٧١).

ومن الغريب أن يكون له أذناب حتى بعد قتله.

فقد وقفت على كتاب بعنوان: لماذا أعدمني نميري؟ قراءة في أوراق الشيخ محمود طه/ تأليف رفعت سيد أحمد.

ووقع بين يديّ كتاب لأحد تلاميذه، ألفه بعد تنفيذ الحكم فيه، وهو بعنوان: «حرية العقل والفكر والإرادة والعقيدة في الإسلام: تصحيح» تأليف عباس محمد مالك، ويقع في ٣٠ ص من الحجم الصغير، وبدون أية بيانات نشر. يقول في الصفحة الأولى من هذا الكتاب «إن المرجع الذي أعتمد عليه في تصحيح هذه الأخطاء والفهم الخاطئ هو كتاب الله (القرآن) فهو المصدر والمرجع الأول والأخير في شؤونه وفي شأن الإسلام، فلقائله ومنزله وحده التقديس، ومنه يستمدها، وما سواه وغيره هو تراث بشر وقول وفعل بشر، سواء كان للنبي صلّى الله عليه وسلّم أو لخلفائه أو لمن سموا بأئمة المذاهب والفقهاء والمفسرين، وهي أخطاء وفهم خاطئ تمثّل في وأعانت عليه ورسخت من المصادر الأخرى غير القرآن، وهي كتب الحديث والفقه والتفسير والمذاهب والفقهاء».

وقال في ص ٢: «وإن الرسل والأنبياء هم بشر وكذلك الخلفاء وأئمة المذاهب .. وليس لهم ولما يصدر منهم بالتالي قداسة بل تقدير إن شئنا لما أصابوا فيه، أي دون إلزام».

ويقول في ص ١٦: «إن كل قتل تمّ باسم الجهاد أو الفساد [لاحظ الجمع بين الكلمتين] دون أن يكون دفاعا عن النفس من اعتداء واقع لا متوهم، وكل قتل باسم الردة هو اعتداء وظلم وكبيرة وجهل وافتراء على الخالق وعلى الإسلام».

ولذلك لا تعجب إن أهدى كتابه هذا إلى أستاذه في العقيدة محمود محمد طه، بل سماه شهيدا، حيث كتب في الإهداء: «إهداء: إلى الله، إلى محمد، إلى الشهيد محمود محمد طه وإخوانه شهداء الفكر والحق والإيمان»! .

وقد اعتاد المترجم له أن يخرج في كل مناسبة كتابا يبين فيه رأيه في أحداث الساعة! ومما وقفت على عناوين بعض كتبه:

- أسس دستور السودان لقيام حكومة فدرالية ديمقراطية اشتراكية.- ط ٢.- أم درمان: د. ن، ١٣٨٨ هـ.

- رسائل ومقالات.- د. م. د. ن، ١٣٩٣ هـ.

- مشكلة الشرق الأوسط: تحليل سياسي، استقراء تاريخي، حل علمي.- أم درمان: د. ن، ١٣٨٧ هـ.

محمود محمد عز الدين (١٣٢٦ - ١٤٠٦ هـ- ١٩٠٨ - ١٩٨٦ م)

فقيه، عالم مشارك.

ولد في بلدة مضايا بسورية، ونشأ


(١) رواد الفكر السوداني ص ٣٦٩ - ٣٧٣.
وتوجد حقائق مذهلة في أفكاره ما كان يعرفها كثير من الناس، وقد بسطتها مجلة المجتمع في عددها ٧٠٣ تاريخ ١٥/ ٥/ ١٤٠٥ هـ ص ٣٦ - ٣٨.
وكذا في ع ٧٠٥ (٢٩/ ٥/ ١٤٠٥ هـ) ص ٤٢ - ٤٥ حيث بين فيه دعاواه التي قادته إلى المشنقة، وأن الجمهوريين في السودان يرون أنه أفضل من النبي صلّى الله عليه وسلّم لأنه مفصّل الرسالة الثانية، وهي بزعمهم أعلى مرتبة من الرسالة الأولى! .
كما حكمت المحكمة على أربعة آخرين معه بالإعدام، وهم:
- عبد اللطيف عمر- ٥١ سنة- مسؤول الحزب بالعاصمة.
- عبد اللطيف محمد سالم- ٣٥ سنة- عضو الحزب وموظف بشركة الجزيرة للتجارة.
- تاج الدين عبد الرزاق- ٢٩ سنة- عضو الحزب، وعامل بمصنع النسيج السوداني.
- خالد بابكر حمزة- ٢٣ سنة- عضو الحزب وطالب بجامع القاهرة- الفرع.
(المجتمع ع ٧٠١ (١/ ٥/ ١٤٠٥ هـ) ص ٣٦ - ٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>