للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي عام ١٩٤٦ انتهت خدمته بالعراق، وعاد إلى مصر، حيث ظهرت جريدة «الإخوان المسلمون» اليومية في أول مايو (أيار) ١٩٤٦ م، فكان يكتب فيها، وكانت له دروسه ومحاضراته وندواته وحواراته بالقاهرة منذ سنة ١٣٧٠ هـ.

ثم انتدب للتدريس في الكلية العلمية الإسلامية بالأردن، وكانت كلية أنشأها الإخوان المسلمون وأنصارهم عام ٤٧ - ١٩٤٨ م ... وعند ما عاد إلى مصر عام ١٩٤٨ م واجهت الإخوان المحن في عهد وزارة محمود فهمي النقراشي وإبراهيم عبد الهادي. وقد اعتقل في السنوات ١٩٥٤، ١٩٦٠، ١٩٦٥، واستمر سجنه ست سنوات.

وبعد الخروج من المعتقل أدى فريضة الحج، ثم وفق للعمل بالسعودية موجها تربويا برئاسة تعليم البنات بمكة المكرمة، وبعد عامين نقلت خدمتهإلى وزارة المعارف، وعين مديرا لمنارة جدة ومدرسا بها مدة عامين، ثم نقلت خدمته إلى وزارة الحج بمكة المكرمة، وعمل في إدارة تحرير مجلة التضامن الإسلامي مدة عام واحد محررا ومصححا.

ثم تقدم للعمل في جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة مدرسا، فعين بقسم الدعوة بكلية الشريعة مدرسا لأحاديث الدعوة، وكان رئيس القسم آنذاك الشيخ محمد الغزالي.

وزار بلاد الشام والخليج، وكان آخر أعماله هو التدريس في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وأقام بقية حياته فيها مجاورا، إلى أن وافاه الأجل المحتوم في اليوم الرابع من أيار (مايو) بعد مرض عضال استمر شهورا.

وصلّي عليه في الحرم المكي، ودفن في مقبرة المعلاة .. بعد أن ربى جيلا من الشباب .. عليه رحمة الله (١).

من أعماله المطبوعة:

- كلمات وآراء.

- مذكرات.

- في وجه الطوفان.- ط ٣، مراجعة ومزيدة.- جدة: دار المجتمع، ١٤٠٧ هـ، ٧٩ ص (مسرحية).

- حياة العقيدة ورجالها.- القاهرة:

دار الأنصار.

وله بحث طويل بعنوان:

- نموذج الاهتمام ودوافع القراءة لتقويم الموضوعات الصحفية.- مجلة جامعة الملك عبد العزيز:

الآداب والعلوم الإنسانية (مكة).- مج ٣ (١٤١٠ هـ) ص ٣٧ - ٦٩.

- المنظور الاجتماعي في دراسة جمهور وسائل الإعلام.- مجلة جامعة الملك عبد العزيز: الآداب والعلوم الإنسانية (مكة) مج ١ (١٤٠٨ هـ).- ص ٦٣ - ٩٢.

محمد عبد الحميد مرداد (١٣٣٢ - ١٤١٥ هـ- ١٩١٣ - ١٩٩٥ م)

المؤرّخ، الرحّالة.

ترجم لنفسه بقوله: «ولدت بمكة المكرمة في شهر ذي القعدة، ورحل بي الوالد إلى الزيمة قبل اليوم السابع من ولادتي حيث أودعني عند القناوية عند أمراء هذه الضاحية الجميلة ...

ولقد مكثت في الزيمة إلى ما بعد السابعة من العمر، ثم جيء بي إلى مكة ... أدخلني الوالد مدرسة الفلاح .... وتم التخرج في عام ١٣٥٠ هـ، ولقد قمت بالتدريس في الفلاح والفخرية لمدة عامين مع القيام برحلات داخلية. وفي أوائل عام ١٣٥٣ هـ قمت برحلة إلى الهند وبورما وسيلان وسيام والفليبين واليابان وجزر الهند الشرقية. ثم رجعت إلى الوطن واشتغلت بالتجارة والرحلات، ثم انتدبني الحاج محمد علي زينل مديرا لمدرسة بازرعة بعدن، فقمت برحلات إلى جنوب وشرقي أفريقيا ثم جاءت الحرب الثانية فعينت مديرا للسعودية بمكة وأستاذا للأمير منصور بن عبد العزيز، ثم استقلت ورحلت ورجعت إلى ما كنت عليه في السياحة والتجارة».

وكان من كتّاب مجلة المنهل، حيث متّع القراء بمشاهداته في رحلاته العديدة على صفحاتها، وأرّخ لكثير من المؤسسات التعليمية التي كانت تقوم في البلد الحرام. وسجّل هذا وغيره في مذكراته، التي صدرت في جزئها الأول بعنوان «رحلة العمر» (٢).

وقد رأيته في إحدى جلسات «الندوة الخميسية» بمنزل الأديب عبد العزيز الرفاعي قريبا من عام ١٤٠٥ هـ، فكان يلمح إلى بعض رحلاته وخاصة إلى بلاد الأسكيمو وعجائب أسلوب معيشتهم. وكأن الدكتور محمود محمد سفر- وكان يومها مدير جامعة الخليج، ثم صار وزير الحج- اعترض على الإكثار من هذه الرحلات إلا أن تكون ذات هدف وغرض ثقافي أو تربوي، وليس للسياحة فقط، فأبلغه المترجم له بأنها كانت ذات هدف ...

ومن آثاره العلمية:

- أزهار وأكاليل في تحسين ألفاظ العامة ومعرفة الدخيل: لغة وثقافة.

- القاهرة: مطبعة السعادة، ١٤٠٣ هـ، ٢٦٩ ص (مج ١).

- مدائن صالح: تلك الأعجوبة.- ط ٢.- الرياض: عبد العزيز الرفاعي، ١٣٩٩ هـ، ١٦٢ ص.- (المكتبة الصغيرة؛ ٢٩).

- إتحاف المسلمين في تسهيل اختصار رياض الصالحين مع تفسير الآيات القرآنية وشرح الأحاديث النبوية.- ط ٤.- مصححة ومنقحة.- القاهرة: مطبعة المدني، ١٤٠٢ هـ، ٣١٢ ص.


(١) لقاء معه في مجلة المجتمع ع (٤٢٠) ٢١/ ١٢/ ١٣٩٨ هـ، العالم الإسلامي ع ٣٠٩ (٥ - ١١/ ١١/ ١٤١٣ هـ)، بقلم عبد الله العقيل، وانظر المجتمع أيضا ع ١٤٠٨ ص ٣٩.
(٢) معجم المطبوعات العربية: المملكة العربية السعودية ٢/ ٢٩٨، المدينة ع ١١٦٤٢ - ١٥/ ٩/ ١٤١٥ هـ، موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين ٣/ ١٧٣ (وانظر المستدرك).

<<  <  ج: ص:  >  >>