[حرف اللام]
أبو لبادة- محمد بن أمين الرفاعي لبيب شقير (٠٠٠ - ١٤٠٦ هـ- ٠٠٠ - ١٩٨٦ م)
عالم في السياسة والاقتصاد.
كان أستاذا جامعيا بارزا، وكان وزيرا للتخطيط في الستينات، ثم تولى بعد ذلك رئاسة مجلس الأمة المصري حتى اعتقله السادات في العام ١٩٧١ وظل في السجن عاما أو بعض عام، ثم خرج من السجن ليتفرغ للمحاماة والتأليف الاقتصادي، وانتقل في السنوات الأخيرة إلى الإمارات ليعمل مستشارا اقتصاديا لصندوق النقد العربي، وقد توفي في الإمارات بعد أزمة قلبية وهو في الستين أو دونها بقليل.
كان طالبا في كلية الحقوق في الأربعينات، متفوقا في دراسته القانونية، كثير الاهتمام بالأدب والثقافة، وقد قاده هذا الاهتمام إلى التعرف على العقاد الذي كان من كبار الكتاب والمفكرين والشخصيات البارزة في ذلك العصر، وواظب على حضور ندوته التي كان يعقدها في بيته يوم الجمعة كل أسبوع، وقد أحس العقاد بنبوغ تلميذه، فتعاطف معه ووجه إليه الكثير من العناية، وكان لبيب تلميذا فقيرا، يتلقى من والده شهريا ثلاثة جنيهات يعتمد عليها في كل شيء، ويقول إنه كان يتعرض لأزمات مادية قاسية، فكان الذي يسارع إلى إنقاذه من هذه الأزمات هو العقاد.
وتخرج في الجامعة في العام ١٩٤٧ وكان أول دفعته.
ورشحته الجامعة بعد تخرجه بعام واحد لبعثة دراسية في باريس، ولكنه فوجئ بإلغاء البعثة، نتيجة تقرير من وزارة الداخلية يقول: إن لبيب له نشاط هدام، وأفكاره تمثل خطرا على أمن المجتمع. وأحس أن مستقبله كله مهدد، وأن جهده في الدراسة قد أصبح على وشك الضياع الكامل والنهائي، وضاقت به الدنيا ولم يكن قد تجاوز العشرين، وأصيب بإحباط وخيبة أمل.
ولم يجد أمامه إلا أن يذهب إلى العقاد، كان ذلك في العام ١٩٤٨ وكان رئيس وزراء مصر ووزير الداخلية في ذلك الحين هو محمود فهمي النقراشي، وكان النقراشي صديقا قديما للعقاد، كما كان من كبار المعجبين به والمحبين له، وقد تعود وهو رئيس للوزراء أن يحرص على زيارة العقاد في بيته أكثر من مرة كل أسبوع.
وذهب في اليوم نفسه إلى النقراشي، وكانت هي المرة الوحيدة التي يزور فيها العقاد صديقه رئيس الوزراء في مكتبه، ولم يخرج العقاد من المكتب إلا ومعه قرار بسفر لبيب شقير إلى باريس للحصول على الدكتوراه، وكان مما قال العقاد لرئيس الوزراء: إن لبيب طالب نابغ، وما قيل عنه هو افتراء ودس وعبث بمصائر أبنائنا الموهوبين؛ وأنا شخصيا مسؤول عن لبيب وسلوكه وأخلاقه وأفكاره، ولا بد أن يسافر إلى بعثته.
ونال الدكتوراه في سنوات قليلة، وكان موضع إعجاب أساتذته الفرنسيين، وعند ما عاد إلى مصر كان من المدرسين البارزين في الجامعة، ثم كان من ألمع الوزراء وأكثر العاملين في الحياة العامة.
هذا ما قاله رجاء النقاش وتابع قائلا:
وكان يكتب للعقاد وهو في باريس، فيردّ عليه في رسائل مطولة، تتناول شتى شؤون الفكر والأدب والثقافة، وأن هذه الرسائل قد بلغت العشرات، وقال لبيب إنه ينوي نشر هذه الرسائل في كتاب، سوف يكون وثيقة أدبية بالغة القيمة والأهمية. ولكنه مات دون أن ينشر هذا الكتاب (١).
[لطف الله سليمان (٠٠٠ - ١٤١٥ هـ؟ - ٠٠٠ - ١٩٩٥ م؟ )]
لطف الله سليمان
(١) الشرق الأوسط ع ٢٨٥٥ - ١٨/ ١/ ١٤٠٧ هـ، الجمهورية ع ١٢٢٦٤ (١/ ١٢/ ١٤٠٧ هـ).