للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإجماع أن ما أقدم عليه رشاد خليفة المذكور موجب لردته، فهو كافر مرتد خارج عن دين الإسلام ..

كما وصف شيخ الأزهر جاد الحق ادعاءاته بأنها تنكّر للقرآن الكريم وكفر صريح وخروج عن ملة الإسلام.

وأكد الشيخ إبراهيم الدسوقي عبيد رئيس منطقة الأوقاف بكفر الزيات أن رشاد خليفة الذي سمح لنفسه بادّعاء النبوّة بقوله: «أنا رسول الله، وأمامكم فترة سماح ٤ أشهر لتنضموا إلي وإلا أصابتكم اللعنة»: إنسان كافر .. كافر ..

يجب أن يقتل.

لقد كان أحد قادة الفكر البهائي الضال في العالم!

هذا وقد حذّر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في حينه من استمرار المدعو رشاد خليفة القاطن بولاية أريزونا الأمريكية في نشر أفكاره وادّعاءاته الباطلة، مثل إنكاره السنّة النبوية الشريفة، واختراعه نظرية (١٩) في القرآن الكريم، وادعائه مؤخرا بأنه رسول الله (١)!

كما أعلنت المؤسسات الإسلامية بأمريكا في بيانات متعدّدة خروجه عن الإسلام.

ووقفت مجلة المجتمع أمام هذا الحدث تقول:

إنّ هذا الضال المضلّ يدّعي بأن البلاد الشرقية أخذت حظها من الرسل والأنبياء، وأنه حان الوقت لظهور نبي في الأرض الجديدة (أمريكا) لا سيما وأن الله «يحب أمريكا! ! » ويبارك الأمريكان! ! الذين بلغوا القمّة اقتصاديا

وثقافيا وعسكريا وعلميا وأخلاقيا أيضا! ونحن نقول لمسيلمة الجديد: ما دام الله يبارك الأمريكان ويحبهم، فلماذا يكون نبي أمريكا متنبئا مصريا؟ !

إننا لا نخشى على المسلمين في بلاد الإسلام من هذا الضال المضلّ، وإنما خوفنا على جديدي العهد بالإسلام في أمريكا وأوروبا، وأخشى ما نخشاه أن تتعدد الصور للإسلام في بلاد الغرب، فتشوش الأفكار وتذهب بصفاء العقيدة، وتعرقل نشر الإسلام كما جاء به الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلم.

تتأكد الحاجة يوما بعد يوم، لا سيما نتيجة ظهور هذه الضلالات التي يروج لها في بلاد الغرب مشعوذون أقلهم العرب وأكثرهم الهنود والبهائيون، مستفيدين من الفراغ الروحي والعقائدي في تلك البلاد، تتأكد الحاجة إلى وقوف الهيئات الإسلامية ومراكز الدعوة في وجه كل التيارات الهدامة والانحرافات المقصودة وغير المقصودة، فلا بدّ أن يبذل جهد أكبر وترصد أموال أكثر لمتابعة كل من يريد بالإسلام شرا، وإيقافه عند حده، حيث إننا لا نستبعد أن يكون وراء رشاد خليفة وأمثاله من يدعمه ويشجعه من أعداء الإسلام الذين يريدون النيل من ديننا الحنيف (٢) ..

ادّعى رشاد خليفة النبوّة في شهر رمضان ١٤٠٩ هـ، وعاش ما يقارب عاما ونصف العام وهو يبث سمومه خلال وسائل الإعلام المختلفة، حتى جاء فجر الأربعاء ٣١ يناير ١٩٩٠ م إذ دخل عليه مجاهد مسلم بيته، وطعنه عدّة طعنات، كانت فيها نهايته الآثمة، وذلك بمدينة توسان في ولاية أريزونا، عند ما كان يقوم بتدريس بعض أتباعه مبادئه الهدامة، بالغا من العمر ٥٤ عاما. وكانت السلطات الأمريكية تواصل التحقيق في الحادث من خلال

ملف كبير يتضمن اتهام القتيل في قضايا أخلاقية (٣).

ومما رأيت له مطبوعا كتاب «الإعجاز العددي في القرآن الكريم» الذي صدر في طبعات عديدة وانتشر قبل ادعائه النبوّة، منها طبعات عن دار الفكر بدمشق.

رشاد فرعون (١٣٢٨ - ١٤١٠ هـ- ١٩١٠ - ١٩٩٠ م)

طبيب، دبلوماسي.

ولد بدمشق، والتحق بالمدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية بالعاصمة السورية، ثم التحق بالجامعة السورية- كلية الطب، حيث حصل على البكالوريوس، ثم دخل إلى مجال التدريب العسكري، وبعد ذلك سافر إلى أوروبا، ودرس هناك الجراحة والأشعة، وعاد إلى سورية ليصبح طبيبا عسكريا برتبة ملازم، ولكنه لم يبق في الحياة العسكرية طويلا، حيث تمت محاكمته ونفيه إلى (ديريك) بشمال سورية، وانتهى به المطاف إلى السعودية حيث بدأ عمله طبيبا بمكة المكرمة، ثم انتقل للعمل مع الدكتور مدحت شيخ الأرض، ثم طبيبا خاصا للملك عبد العزيز.

وفي عام ١٩٤٧ م عين سفيرا للسعودية في فرنسا، وقد رفضت السلطات ذلك، إلّا أن الملك فيصل أصرّ على ذلك وتمّ تعيينه بالفعل.

ومن ثم أصدر الرئيس الفرنسي أمرا بالعفو عنه لكونه قد حكم عليه بالإعدام لمجابهته الفرنسيين إبّان استعمارهم لسورية.


(١) انظر ما سبق من المعلومات في أخبار العالم الإسلامي ع ١٠٩٨ - ١٩/ ٤/ ١٤٠٩ هـ، وع ١١٠٣ - ٢٤/ ٥/ ١٤٠٩ هـ، وع ١١١٧ - ٤/ ٩/ ١٤٠٩ هـ، المسلمون ع ١٨٠ - ٢/ ١٢/ ١٤٠٨ هـ، الفرقان شعبان ١٤١٠ هـ.
ومجلة المجمع الفقهي الإسلامي س ٢ ع ٤ (١٤١٠ هـ) ص ٤٩٩. وانظر بيان الأزهر حول مزاعمه في الكمبيوتر وتحليله في روز اليوسف ع ٢٩٦٧ (٢٢/ ٤/ ١٩٨٥ م).
(٢) المجتمع ع ٨٨١ - ٢٥/ ١/ ١٤٠٩ هـ.
(٣) انظر خبر مقتله في أخبار العالم الإسلامي ع ١١٥٦ - ١٠/ ٧/ ١٤١٠ هـ، المسلمون ١٤/ ٧/ ١٤١٠ هـ، المجتمع ٢٢/ ٩/ ١١٤١٠ هـ.
وكنت قد جهزت هذه الترجمة المفصلة لتكون ضمن كتابي «أدعياء النبوّة في العصر الحديث» الذي كنت عازما على تأليفه قبل عام ١٤١٠ هـ، ولكن لم ينشرح صدري لذلك حتى الآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>