وما دام الرجل من صنع الكنيسة الغربية والمؤسسات التنصيرية الأمريكية، فقد عينوه مدرسا في الجامعة نفسها التي تخرج منها، لفترة. حتى إذا انصهر جلده وأصبح قلبه على ملّتهم، أصدروا له الأوامر بالتحرك.
ولمزيد من التمويه والمرواغة- من جانب الهيئات التنصيرية الأمريكية- قلدوه منصبا خطيرا .. حيث تمّ اختياره خبيرا للتنمية الصناعية في الأمم المتحدة، حتى يكون أداة طيعة في أيديهم.
وظلّ قابعا في منصبه إلى أن صدرت إليه الأوامر في عام ١٩٧١ م بالتحرك والانتقال إلى مدينة «توسان» بأمريكا، حيث وجد في انتظاره مسجدا، عينوه به إماما .. ومنه بدأ يمارس نشاطه الهدام ضد الدين الإسلامي، وفقا للدور المخطط المرسوم له. وأخذ نشاطه التنصيري ضد الإسلام والمسلمين، وضد القرآن الكريم، في محاولة لزعزعة المسلمين عن دينهم- وهذا الأمر أحد الأهداف الأساسية للتنصير- ثم أخذ ينشر ضلالاته حول الرقم (١٩)! !
وكانت المؤسسات التنصيرية الأمريكية ومجلس الكنائس العالمي قد أعدّ له برنامجا خاصا بدعوى القيام بأبحاثه العلمية الأكاديمية حول الرقم (١٩) في القرآن الكريم. وقد استغرقت تلك الأبحاث خمس سنوات، حتى عام ١٩٧٦ م، كان يتعامل فيها مع الكمبيوتر بمقدمات خاطئة- كما أشار عليه مشرفه النصراني- بطبيعة الحال، ليحصل أيضا على نتائج حسب هواهم .. نتائج جاهزة، منذ أن قال المنصّر «تاكلي»: «يجب أن نستخدم القرآن، وهو أمضى سلاح في الإسلام، ضدّ الإسلام نفسه، حتى نقضي عليه تماما، وذلك بأن نقول للمسلمين: إنّ الصحيح في القرآن ليس جديدا، وإن الجديد فيه ليس صحيحا! ! ».
لقد نجح المنصّرون في صناعة أداة لهم من المغفلين والسذّج البسطاء، وقد كان رشاد خليفة أحد أغصان الشجرة التي قال عنها المنصّر شاتلييه:
«إن الشجرة يجب أن يتسبب في قطعها أحد أغصانها».
هذا وقد كانت الميزانية التي رصدت من جانب المنصّرين المعاصرين، الذين تحولوا إلى المواجهة الخفية، التي تبدأ باسم «مسلم» بعد صناعته صناعة أمريكية، كانت ضخمة للغاية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، أجرى رشاد (٦٣) أكتليون عملية، كان يدفع عشرة دولارات عن كل دقيقة يستعمل الكمبيوتر من أجل أبحاثه حول الرقم (١٩) في القرآن الكريم. وهذا يعني أنّ الرقم (٦٣) إلى جانبه (٢٧) صفرا! ! فكم دولارا تكلفت عملية صنع هذا العميل التنصيري، بلا شك ملايين من الدولارات الأمريكية (١)!
لقد خرج بأكذوبته حول أهمية هذا الرقم في القرآن .. وأنكر السنة، وردّ بعض آيات القرآن. ثم لمّا حاول والده ردّه إلى صوابه ضربه ضربا مبرّحا، مات والده بعدها بأسبوعين غضبا وحزنا على ولده ..
وأخيرا ادّعى النبوّة!
وعند ما كان أحدهم في مدينة «توسان»، وكان يوم جمعة، قال:
فرأيت هذا المسجد، فقلت: أصلي فيه الجمعة. فلما دخلت وجدت الرجال بجانب النساء السافرات. فلما قام المؤذن لم يذكر: أشهد أنّ محمدا رسول الله! ! وقام رشاد ليخطب خطبة الجمعة لأتباعه، فكانت خطبة عجيبة غريبة، كشف خلالها هذا البهائي الكافر عن إنكاره للسنّة المطهرة.
وقد بلغ به الضلال درجة الاستهزاء بالإسلام والمسلمين وشعائرهم، في محاولة لتشويه صورتهم في أمريكا، بل
في العالم أجمع، حيث ادّعى عدم التصديق بمعراج النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وأن الرسول لم يأت بجديد في الصلاة، لأن العرب قد توارثوه بهذهالكيفية المعهودة من جدهم إبراهيم عليه السلام. كما ادّعى أن السنة النبوية المطهرة من صنع إبليس! ! ويقول إنه لا يجوز رجم الزاني والزانية حتى وإن كانا محصنين، لأن ذلك لم يرد في القرآن! وأنه لا حاجة لتفسير الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام للقرآن .. !
وقد كان هذا المدعي يوقع في نشراته التي يدفع بها إلى الناس بأنه رسول الله! ويزعم أن سيدنا محمدا صلّى الله عليه وسلم ليس بخاتم الرسل، إنما هو خاتم الأنبياء! ! وهو في ذلك أشبه بصاحبه الذي سبقه في الهند غلام أحمد القادياني، الذي زعم بأن محمدا صلّى الله عليه وسلم خاتم الرسل وليس بخاتم الأنبياء، ونادى بأنّ طاعة الدولة الإنجليزية هي من طاعة الله، ونادى بتحريم الجهاد ..
إلخ.
ويقول هذا المفتري: إنّ الكمبيوتر أكد له أن الآيتين الأخيرتين من سورة التوبة دخيلتان مدسوستان على كتاب الله، ومن ثمّ اعتبرهما جريمة في حق القرآن الكريم!
وأصدر مجلس المجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي في دورته الحادية عشرة لعام ١٤٠٩ هـ بشأن موضوع كفر رشاد خليفة، ما ثبت لديه أنه أتى بمزاعم باطلة، منها ما يلي:
أولا: إنكاره بعض الآيات من القرآن الكريم.
ثانيا: إنكار السنة النبوية المشرفة.
ثالثا: ادعاؤه أن صلاة المسلمين هي صلاة المشركين.
رابعا: دعواه الرسالة.
وحيث إن كل واحدة من هذه الدعاوى الباطلة توجب الكفر والخروج عن ملّة الإسلام، وهذا بما علم من الإسلام بالضرورة، فإن المجمع يقرر
(١) ما سبق جانب من مقال كتبه الدكتور خالد محمد نعيم في جريدة أخبار العالم الإسلامي ع (١١٠٦) ١٦/ ٦/ ١٤٠٩ هـ.