بالأزهر، ووالده متخرج من دار العلوم، وكذلك خاله الشيخ محمود البطراوي كان مفتشا للغة العربية وأستاذا بدار العلوم.
تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة العقادين، وتعليمه الثانوي بمدرسة الزقازيق. ونال منها الشهادة الثانوية سنة ١٩٢٤، والتحق بعد ذلك بمدرسة المعلمين العليا متخصصا في الرياضيات، وتخرج منها سنة ١٩٢٨.
واشتغل بعد ذلك بالتدريس في المدارس الثانوية. وفي سنة ١٩٣٧ نقل إلى الكلية الحربية لتدريس الرياضيات، ثم أرسل في بعثة إلى جامعة أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية لدراسة فلسفات التربية المختلفة وأثرها في مناهج الرياضة وتدريسها، وحصل منها على درجة الدكتوراه عام ١٩٤٨.
عاد من بعثته ليدرّس بكلية المعلمين، ثم انتقل منها إلى كلية التربية بجامعة عين شمس أستاذا ووكيلا للكلية، ونقل بعد ذلك مديرا عاما للتعليم الابتدائي، ثم وكيلا لجامعة فرع الخرطوم، ثم مديرا لجامعة الإسكندرية، وعين وزيرا للتعليم العالي سنة ١٩٦١، وظل يشغل هذا المنصب إلى سنة ١٩٦٥.
وقد انتخب عضوا عاملا بمجمع اللغة العربية سنة ١٣٨٥ هـ في المكان الذي خلا بوفاة الأستاذ عباس محمود العقاد.
وهو المدير الأول للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وقد بذل جهودا كبيرة في طور تأسيس هذه المنظمة، حتى استوى عودها (١).
عبد العزيز بن صالح الصالح (١٣٢٨ - ١٤١٥ هـ- ١٩١٠ - ١٩٩٤ م)
إمام، عالم، خطيب، واعظ.
ولد في بيت كريم بمنطقة المجمعة بالسعودية. وتوفي والداه وهو صغير، وكفله أخوه عثمان وأدخله الكتاب، حيث تعلم على الشيخ أحمد الصانع، وحفظ القرآن الكريم في صغره ولم يتجاوز عمره العاشرة، وتلقى علوم الشريعة على المشايخ والعلماء الكبار، أمثال: الشيخ عبد الله العنقري، والشيخ عبد الله بن عبد الوهاب بن زاحم، والشيخ عبد الله بن حميد، .. وأتم دراسة التجويد على شيخ القراء بالمسجد النبوي الشريف الشيخ حسن الشاعر، ونبغ في صباه في العلم والفضل، فاختير لمساعدة إمام الجامع بالمجمعة لصلاة التراويح، وكان في السادسة عشرة من عمره، ثم عين إماما في الجامع، فرئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وعين في سلك القضاء بالرياض مع الشيخ عبد الله بن زاحم، وذلك عام ١٣٦٣ هـ.
الشيخ عبد العزيز بن صالح
وفي ١٣٦٤ هـ اختاره الشيخ عبد الله بن زاحم ليكون معه بمحكمة المدينة المنورة.
وبدأ الإمامة بالمسجد النبوي في شعبان ١٣٦٧ هـ مساعدا للشيخ صالح الرغيبي وخطيبا للجمعة.
ولما توفي الشيخ الرغيبي عام ١٣٧٢ هـ عين إماما وخطيبا بالمسجد النبوي. وفي ١٣٧٤ هـ أسندت إليه رئاسة المحاكم بالمدينة المنورة وذلك بعد وفاة الشيخ ابن زاحم، كما عين عضوا بهيئة كبار العلماء حتى عام ١٤١٢ هـ.
لقد ارتبط لأكثر من خمسين عاما بإمامة المسجد النبوي، والخطبة المرتجلة من على منبر رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
وأعطى دروسا علمية في الحرم المدني .. وصار له تلاميذ كثيرون لا ينكرون فضله. وما أكثر الأسر والبيوتات التي تذكر إحسانه.
وكان ذا صوت رخيم، خاشع في قراءته للقرآن الكريم.
وقال فيه الشيخ محمد عطية سالم، المدرس بالمسجد النبوي وقاضي التمييز بالمحكمة الكبرى بالمدينة:
«عرف أهل المدينة عظمته لما كان يبذله في السعي لمصالحهم، سواء لدى المسئولين الذين كانوا يكرمونه ويستجيبون له، أو لدى بعضهم البعض، مع سمو في أخلاقه، وتعفف في نفسه، يفتقر الإساءة، ويكافئ عليها بالحسنة .. عرف عظمته المتخاصمون على كرسي القضاء، عدالة وأمانة، وتعففا ونزاهة، وتقى وورعا، يحسن الإصغاء للخصمين، ويدقق السؤال للطرفين، حاضر البديهة، متوقد الذكاء .. ».
وكان الملك فيصل ينتدبه إلى الأقطار الإسلامية، يخطب فيهم ويؤمهم، فقد ذهب إلى باكستان، وأندونيسيا، والسنغال، ونيجيريا، وكثير من الأقطار الإسلامية.
وقال فيه الشيخ محمد الحافظ المدرس بالمسجد النبوي: «كان يجيد النقاش والإقناع، وكان مهابا، سواء في المحكمة أو المسجد عند ما كان مدرسا، ثم عند ما تفرّغ للجلوس بعد المغرب في بيته لاستقبال الزائرين من
(١) المجمعيون في خمسين عاما ص ١٦٦. وله ترجمة في مجلة اللغة العربية (مصر) ج ٦١ (ربيع الأول ١٤٠٨ هـ) ص ٢٥٦، الفيصل ع ١٠٣ (محرم ١٤٠٦ هـ)، مائة شخصية مصرية وشخصية ص ١٥٧ - ١٥٩، والتراث المجمعي ص ١٨٩.