للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واليونان، وعاد إلى بلاده عام ١٩٣٧ م ليعمل بتدريس الفن.

بعد سنوات من الاستقرار في سورية، سافر إلى باريس، حيث التحق بمدرستها المشهورة «الفنون الجميلة» لدراسة الهندسة المعمارية.

وكان أول عربي يتخرج في هذه المدرسة، كما انتسب خلال دراسته بها إلى مدرسة علم الحفاظ على الآثار في متحف اللوفر.

وحين عاد إلى سورية مرة أخرى، أسهم في إنجاز أكثر من مشروع، منها التصميم العام لساحة عدنان المالكي في دمشق شاملا متحفه، ومشروع الحفاظ على جامع خالد بن الوليد التاريخي في مدينة حمص.

وقاده اهتمامه بالفن الإسلامي إلى السفر في أوائل الستينات الميلادية إلى السعودية، حيث استقر بها سنوات باحثا ومنقبا وراسما، إلى جانب عمله الرسمي في الإدارة الهندسية في الأمن العام، وأصدر خلال تلك الفترة كتابا ضخما مهما بعنوان «التراث المعماري في المملكة العربية السعودية» طبع ونشر عام ١٩٨١ م في مدينة فلورنسا الإيطالية، يتضمن لوحات رسمها بالقلم الرصاص تمثل مختلف أنماط التراث المعماري السعودي، وقام عام ١٩٨٧ م بإصدار كتاب من تصويره بعنوان «عسير .. تراث وحضارة»، ثم أصدر كتابا آخر بالإنجليزية من تصويره وإعداده بالاشتراك مع نجله مخلص عنوانه «تراث المملكة العربية السعودية».

ومنحته الحكومة الفرنسية وسام فارس للفنون والآداب. وشرع في السنوات الأخيرة من حياته في إعداد كتابه الجديد «بيوت الله» بتشجيع من الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وعدد من المسؤولين والمفكرين في العالم الإسلامي، على الرغم من المتاعب الكبيرة التي واجهته، ومن أبرزها حالته الصحية نتيجة إصابته بالسرطان، ومن أجل إنجاز هذا الكتاب زار عشرات الدول الإسلامية لمشاهدة مساجدها على الطبيعة، بغرض رسمها ونشر تلك اللوحات في الكتاب، وقد أنجز منها أربعين لوحة، ولم يمهله أجله لزيارة دول قلائل بقيت في برنامج عمله من أهمها: اليمن وبنجلاديش وأفغانستان وإيران (١).

محمد ياسين بن محمد عيد عرفة (٠٠٠ - ١٤١٢ هـ- ٠٠٠ - ١٩٩١ م)

شيخ فاضل، ناشر.

هو الشيخ محمد ياسين بن محمد عيد بن حامد بن محمد عرفة الدمشقي الشافعي.

طلب العلم عند عدد من علماء دمشق، كالشيخ عبد الله الجلاد، والشيخ عبد الرزاق الطرابلسي، والشيخ محمد راشد القوتلي.

له اطلاع واسع على أخبار العلماء وقصصهم، يكثر من روايتها في المجالس.

اشتغل بتجارة الكتب وطباعتها، وكانت له مكتبة في سوق الحميدية اسمها «مكتبة العلم الإسلامي» طبع فيها عددا من الكتب والرسائل المفيدة.

كان عضوا في مجلس إدارة جمعية الهداية الإسلامية، وشارك في بعض أعمالها.

له من المؤلفات:

- ديوان الثورة، وهو كتاب جمع فيه ما قيل من الشعر في وقائع الثورة السورية- خلال العام الأول من نشوبها- من وصف أو تفجع أو رثاء أو حماسة. طبع في القاهرة؛ المطبعة العربية، ١٣٤٥ هـ، ١٢٨ ص.

توفي بدمشق في ٢ جمادى الأولى، الموافق ٨ تشرين الثاني (نوفمبر)، ودفن في تربة الباب الصغير قريبا من قبر الصحابي الجليل سيدنا بلال الحبشي رضي الله عنه (٢).

محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني (١٣٣٥ - ١٤١٠ هـ- ١٩١٦ - ١٩٩٠ م)

مسند الوقت، العالم، المحدّث، المربّي.

هو أبو الفيض علم الدين محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني، الأندونيسي أصلا، المكي ولادة ونشأة، الشافعي.

وفادان، أو بادان: إقليم في أندونيسيا.

محمد ياسين الفاداني

ولد بمكة المكرمة. وكان ابتداء تحصيله العلمي على والده وعمه الشيخ محمود. ثم التحق بالمدرسة الصولتية الهندية ..


(١) الفيصل ع ٢١٥ (جمادى الأولى ١٤١٥ هـ) ص ١٢١ - ١٢٢، آفاق الثقافة والتراث س ٢ ع ٦ (ربيع الآخر ١٤١٥ هـ).
(٢) كتب الترجمة الأستاذان عمر موفق النشوقاتي ومحمد نور يوسف، بالاعتماد على المصادر التالية:
- تاريخ علماء دمشق ٣/ ٨٩، ٩٢، ١٦٧، ٢٣٠، ٤٨٩.
- الرحلة إلى المدينة المنورة للشيخ محمود ياسين ص ١٨، ٢٢٨.
- بيان جمعية الهداية الإسلامية الصادر سنة ١٣٨١ هـ ص ٢٧، ٣١.
- ديوان الثورة للمترجم له ص ١، بالإضافة إلى معلومات من والد الأستاذ عمر النشوقاتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>