للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اغتيل هناك في ٢٢ شعبان، وشيع جثمانه بمكة المكرمة يوم ٢٥ شعبان.

وكان قد عمل حوالي ست سنوات مديرا للمكتب هناك .. وكان لعلاقاته الحسنة مع الجماعات الإسلامية في بلجيكا والجهات الرسمية هناك أكبر الأثر في تذليل العقبات أمام عمل ونشاط الدعوة الإسلامية والدعاة.

قال عنه زميله ومن تولى أمر المركز بعد وفاته: «سمير جميل الراضي»:

عرفته طالب علم نهل من معين الشيخ حسن المشاط- رحمه الله- وتشبّع بأدبه، فقد لازمه زمنا، وكان من أخص تلامذته وأقربهم إلى قلبه.

كان إذا جاء إلى المملكة يحمل معه ملفات بها طلبات لا تنتهي، ويبدأ في بسط طلباته، ويلاحق أمين الرابطة في السيارة والمنزل والمكتب .. حتى تقضى حاجات المسلمين .. وكانت كلها على يده مقضية لأن الجميع يثق في أخلاقه.

وكان يقول لأصحابه: والله إني لم أشته شيئا من هذه الدنيا من شدة انغماسي في عملي. فكان ينسى نفسه وأهله وطعامه وشرابه.

وقال عنه الأديب عبد العزيز الرفاعي:

إنه من الشخصيات القليلة التي تترك لديك أثرا لن ينسى.

إنه من ذلك النوع النادر في الشباب، الذي يجمع بين العلم والعمل والخلق ..

كان يشعر أن عمله لا يقتصر على أوجه نشاط المركز، بل كان يحاول أن يصلح المجتمع المسلم في بلجيكا ..

ومن أجل هذا الإصلاح .. كان يدخل السجون متفقدا أحوال السجناء من شباب المسلمين الذين يغرر بهم ..

وكان يسعى لإطلاقهم، وتيسير سبل العيش الشريف لمن زلت قدمه من الصبيان (١).

عبد الله بن محمد البيتي (١٣٢٤ - ١٤٠٥ هـ- ١٩٠٦ - ١٩٨٤ م)

العالم، الصالح، العابد، الزاهد.

هو الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله البيتي السقاف العلوي الحسيني الحضرمي، ثم المكي الشافعي.

ولد بحجر، ودرس بها يسيرا، ثم دخل تريم فدرس بها سنتين، ثم عاد لبلده فانتفع به أهلها، ثم انتقل بأهله إلى مكة فجاور بها حتى مات. وكان مشتغلا في أواخر حياته بالصلاة والاعتكاف وحضور مجالس العلم المختلفة، وعرض له مرض فتوفي به في صفر، ودفن بالمعلاة (٢).

عبد الله محمد الثميري (١٣٥٥ - ١٤٠٧ هـ- ١٩٣٦ - ١٩٨٦ م)

أديب، شاعر مشارك.

عبد الله الثميري

ولد بالمجمعة، وعمل مدرسا بمدرسة بقيق سنة ١٣٧١ هـ، وعمل في إحدى الشركات، ثم في أمانة مدينة الرياض، ثم محاسبا في وزارة المعارف، فمحاسبا بوزارة الدفاع بالمدرسة العسكرية بالمجمعة، ثم انتقل إلى وزارة الزراعة، فديوان المراقبة العامة، ثم وزارة الشؤون البلدية والقروية، فالحرس الوطني ..

شارك بكتاباته في عدد من الصحف والمجلات في السعودية.

وكان أحد الكتّاب والشعراء المعروفين في مجال الأدب والشعر الشعبي (٣).

التقيت به مرة واحدة عند ما كنت أعمل مصححا في جريدة «الجزيرة» بالرياض، فألفيته هادئا متواضعا. وأظن أنه كان يشرف على صفحة الأدب الشعبي من الجريدة المذكورة. وله شعر فصيح أيضا.

عبد الله محمد بن حميد (١٣٢٩ - ١٤٠٢ هـ- ١٩١١ - ١٩٨٢ م)

عالم جليل.

ولد بمدينة الرياض في شهر رمضان، وتربى تربية حسنة، وفقد بصره في طفولته.

قرأ القرآن في طفولته وحفظه عن ظهر قلب، وشرع في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة، فقرأ على علماء الرياض والوافدين إليها، ونبغ في فنون كثيرة، وكان مشايخه يتفرسون فيه الذكاء.

ومن مشايخه: الشيخ حمد بن فارس قرأ عليه في علوم العربية والحديث، الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، قرأ عليه في أصول الدين وفروعه، الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، قرأ عليه ولازمه في أصول الدين وفروعه والحديث والتفسير، وغيرهم.

درّس المبتدئين، وعين قاضيا في الرياض عام ١٩٥٧ هـ، ثم قاضيا في سدير، ثم في بريدة وما يتبعها، وإماما لجامعها، ومرجعا لأهلها.


(١) أخبار العالم الإسلامي ٢٧/ ٨/ ١٤٠٩ هـ، الجزيرة ١٩/ ٩/ ١٤٠٩ هـ.
(٢) لوامع النور ٢/ ١٢١.
(٣) شعراء العصر الحديث في جزيرة العرب ١/ ٣٩، الفيصل ع ١١٦ (صفر ١٤٠٧ هـ) ص ١٤٠، دليل الكاتب السعودي ص ١٧٣، اليمامة ع ٩١٧، الرياض ع ٦٦٢٢٤، الجزيرة ع ٥٠٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>