للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشكوك لدى الفئات اللبنانية الأخرى، وأدرك الجميل في سنة التجربة الأولى أنه لا بد من تطوير فكرته والانتقال من إدارة المنظمة التي شكلها إلى قيادتها ليصبح الرئيس الأعلى لها.

وصباح يوم ٢٢ تشرين الثاني عام ١٩٣٧ جرح في مواجهة دموية في ساحة الشهداء وسجن، كما أنه جرح وسجن عام ١٩٤٣ أثناء معركة الاستقلال التي حددت مرحلة خروج الفرنسيين من لبنان وحصول اللبنانيين على استقلالهم.

وقد ظل بعيدا عن مؤسسات الحكم، مفضلا في كل المراحل التي سبقت أحداث عام ١٩٥٨ أن ينصرف إلى تطوير حزبه وتعزيز قدراته السياسية والعسكرية رافضا أو متجنبا فكرة الانتقال بالحزب إلى داخل السلطة.

وقد شارك في كل أحداث التغيير التي حصلت، وكان حريصا بالنية والرغبة على الأقل على أن تكون شراكته هذه إيجابية لإنقاذ النظام والرئاسة من كل ما كان يواجههما من أخطار، وكان يتحالف مع أي فريق يلتقي معه على خط واحد في مجال الدفاع عن معتقداته، ويخاصم إلى حدود الحرب وحمل السلاح كل فريق لا يرى رأيه ورأي حزبه في الأمور التي كانت تطرح.

وتعاون إلى آخر الحدود أيضا مع الرئيس فؤاد شهاب، ودخل الحكم وزيرا في حكومة الأربعة التي ترأسها رشيد كرامي في أول فترة حكم الرئيس شهاب، ولعل أهم المحطات التي برز فيها دوره سياسيا وعسكريا هي تلك التي برزت بحمل ميليشيا الكتائب السلاح لمناصرة الرئيس كميل شمعون ضد اللبنانيين المعادين لحلف بغداد والمؤيدين للوحدة العربية التي كان يعمل لها الرئيس جمال عبد الناصر عام ١٩٥٨، ثم نمت خلال الستينات في عهد الرئيس فؤاد شهاب، ثم وصلت إلى درجات عالية من التجهيز بعد عام ١٩٦٧ بعد أحداث نيسان عام ١٩٦٩ التي انتهت آنذاك إلى توقيع اتفاق القاهرة مع المقاومة الفلسطينية، وتصديق هذا الاتفاق من قبل الحكومة التي كان يترأسها رشيد كرامي، وكان بيار الجميل بين أعضائها.

وفي السبعينات، وبعد تدريبات وتجهيزات عسكرية مكثفة كان يشرف عليها الجميل شخصيا وبصورة دائمة استعدادا لحرب، كان يرى مع حلفائه أنها ستقع يوما ما بينهم وبين المقاومة الفلسطينية والأحزاب اليسارية، اتخذ القرار بتصفية الحسابات. واندلعت الحرب الداخلية عام ١٩٧٥ ولحق بلبنان واللبنانيين ما لحق من دمار وقتل وتشريد.

وفي الستينات حاول أن يعطي تجربته الطابع الاجتماعي والإنمائي، فأحاط نفسه وهو في الحكم بالمستشارين، وانطلق في وزارة الأشغال ثم في وزارة المالية نحو المجالات الإنمائية والتطوير، لكنه كان دائما يواجه علامات الشك من الفئات الأخرى، واتهامات كثيرة تؤكد انحرافه للغرب واليمين، وقطع أوصال لبنان مع العالم العربي، والعمل على بناء دولة طائفية حزبية بجيش كتائبي قادر على امتلاك السلطة.

وحاول أن يوضح أفكاره ويردّ عنه وعن حزبه تهمة العداء للإسلام والعروبة، وتهمة الولاء المطلق لليمين الغربي ومد الجسور نحو إسرائيل.

وكان خصومه يقولون إنه كان يبني استراتيجيته على قواعد العداء للمسلمين وللعرب ولليسار .. وأنه ضرب الفلسطينيين لمجرد أنهم كانوا الجيش المسلح للمسلمين .. (١).

مات في ٢٩ أغسطس (آب).

بيبي أبو بكر حاجي (١٣٤٨ - ١٤٠١ هـ- ١٩٢٩ - ١٩٨١ م)

زعيم إسلامي بارز في الجماعة الإسلامية ب «كيرالا».

وهو مدرّس للغة العربية، وزعيم إسلامي في مالا باري .. وإمام سابق في مسجد المجاهدين في بونور، وكان قد أدلى بشهادة أمام المحكمة حول قضية المسجد الذي تمتلكه طائفتان إسلاميتان.

اغتيل إثر إلقاء قنبلة في غرفته بمنزل في «بونور يتمرسيري» التي تبعد من مدينة كوزيكودي ٦٥ كلم (٢).

بيتر مدوّر (١٣٣٤ - ١٤٠٧ هـ- ١٩١٥ - ١٩٨٧ م)

عالم حيوان.

بريطاني. لبناني الأصل. أستاذ علم الحيوان في جامعتي برمنجهام من ١٩٤٧ إلى ١٩٥١، ولندن من ١٩٥١ إلى ١٩٦٢ م.

منح جائزة نوبل في الفسيولوجيا والطب لعام ١٩٦٠ بالمشاركة مع فرانك بيرنيت لبحوثهما في علم المناعة (٣).

من مؤلفاته:

- الاستقراء والحدس في التفكير العلمي/ ترجمة بلال الجيوسي.- دمشق: وزارة الثقافة، ١٤٠٢ هـ، ٧٥ ص.


(١) الحوادث ع ١٤٥٣ - ٧/ ٩/ ١٩٨٤ م.
(٢) عرب نيوز ٢١/ ١/ ١٩٨١ م.
(٣) معجم أعلام المورد ص ٤٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>